هنالك نماذج تؤكد تنامي هذا الوباء العنصري والتشدد في الاطروحات التفكيكية والمغالاة في استعداء الآخر على أساس اللون وهو بالقطع – أمر عاشته المجتمعات المتخلفة في أكثر من حالة – ومنها تلك الصدامات العنيفة بين البيض والسود والتي أسفرت في أحايين كثيرة عن اتساع شرخ الثقة داخـل هـذه المجتمعات.
ولاشك أن هذا النمط السلوكي العدائي بدأت إرهاصاته في وطننا الغالي منذ سنوات، وذلك من خلال تعالي الخطاب الطائفي العنصري الذي تغذيه قوى معروفة بهدف دق إسفين الفرقة داخل مجتمعنا ــ ولعل أقرب مثال على ذلك ما يروج له البعض على مواقع التواصل الاجتماعي من أبناء هاذا الوطن وما يخطط له في الخارج وهو يأخذ الان صفة هجمات شرسة تستهدف تقويض أمننا المجتمعي وسلامة نسيجنا الوطني واستقرارنا الداخلي.
لقـد وجد أعداء التماسك الوطني نقطة الضعف في جدار هذا التلاحم وبحيث استطاعت هذه القوى الدخيلة النفاذ من خلال إذكاء أمراض العنصرية والطائفية وكل أمراض الجاهلية التي لاتزال تعصف بالشعوب المتخلفة وتنذر بما هو أخطر على وحدة تماسكها وكينونتها السياسية والاقتصادية مستقبلاً.
ولأن العاقل من يتعظ بدروس غيره فالأحرى بالانتللجسيا المجتمعية في بلادنا الحبيبة أن تتنبه إلى مخاطر الانزلاق إلى هذه المحرقة التي ما أن تطأ أرضاً إلا هدمت أركانها أو وطناً إلا وشردت أبناءه وأدخلتهم في دوامة من الاحتراب والاقتتال المدمر.
ومن المؤكد ونحن نخوض تجربة جديدة في إدارة شؤون الدولة تحت ظل نظام وطني أن نتفهم مخططات العدوان وأدواته في تعميق الشرخ الاجتماعي قبل محاصرة تأثيرات العدوان المباشرة على بنية المجتمع أرضاً وإنساناً، فضلاً عن أهمية الوعي بالمحاولات الدؤوبة لتفكيك وحدة هذا النسيج بين مكونات المجتمع… وبالتالي نبذ دعوات التعصب بكل أشكاله بأي صورة جاء وتحت أي رداء كان، إذ أن محاصرة هذه التداعيات سيكون بمثابة الضمانة الأكيدة لاستقرار ونماء وتماسك وحدة المجتمع بكل مكوناته.
وإذا كان طبيعياً أن يقتدي البشر بقادته ومفكريه ورجال الدين بما يطرحون من آراء واقتراحات سواء أكانت بنَّاءة أو هدامة فالمضي في اعتماد خطاب الكراهية للآخر تحت أي مسمى سيقود بالنتيجة إلى صدام بين تلك المكونات.. وهو ما نخشاه في وطننا أكثر من غارات طائرات العدوان وصواريخ بوارجه الحربية
بقلم : ألمين ولد المختار