هؤلاء الأبرياء ولدو وهم لا يعرفون قبلية ولا الشرائحية
هؤلاء البراعم ولدو وهم لا يفرقون بين أبيض ولا أسود
هؤلاء الأبرياء ولدو كما ولدنا ونحن لانفرق بين بيضاني ولا حرطاني ولا كوري .
المشكلة أذا فينا نحن وفي من سبقونا ، عندما نكبر ونبدئ في التقدم في العمر ، تبدء جراثيم الدولة العميقة وخزعبلاتها توسوس لنا ويبدئ رجال دينها ومشايخها بتمجيدنا وآبائنا وأجدادنا وأيهامنا أننا شعب الله المختار .
المشكلة هي أننا نكبر ونترعرع في مجتمع متكبر عنصري وننسجم داخله بدون أن ندري ولا نشعر بذلك أبدا .
المشكلة أننا نترعرع في بيئة سمتها التكبر والاستعلاء علي الغير .
المشكلة أننا لم نجد يوما من يرشدنا ولا يدلنا علي الصواب .
المشكلة أننا نحن أهل لخيام نستفيد من هذه التراتبية في المجتمع ولا نريد هدمها حتي يرثها أبنائنا من بعدنا وتبقي موريتانيا تنزف وتنزف جيل بعد جيل ، لاأحد يملك الجرأة ولا الشجاعة لمواجهة هذا الواقع الأليم .
لا توجد وطنية فينا ولا خوف علي مستقبل أبنائنا و لا الأحساس بالذنب ولا الاستعداد للاعتذار ولا حتي الاستعداد للحوار والجلوس مع الضحية .
شخصيا أنا موسي أمخيطرات ومن هذا الفضاء ا الحر والذي هو المكان الوحيد الذي نشعر أنها ملكنا :
أتقدم وبكل تواضع وندم علي الماضي الأليم بكامل الاعتذار لكل حرطاني حي يرزق أو متوفي تعرض لعبودية من طرف آبائي وأجدادي ، راجيا بل متوسلا له قبول اعتذاري نيابة عنهم وراجيا السماح والمغفرة في الآخرة للمتوفين من آبائي وأجدادي .
تلك العبودية التي كانت بعيدة كل البعد عن شرع الله وعن الدين الإسلام الحنيف ، تلك العبودية التي تعتبر مثالا لقساوة البشر وظلم الأنسان لأخيه الأنسان ، وظلم المسلم لأخيه المسلم.
كما أنبه أنني هنا أتكلم فقط باسمي الشخصي ولا أدعي الاعتذار نيابة عن بني قومي ، الذين أرجو لهم الهداية و أطلب منهم جميعا نشر هذه التدوينة علي صفحاتهم وكتابة أسمائهم .
من يعترف منهم بالظلم والعبودية الحاضرة والسابقة سوف يفعلها ومن مازالت خزعبلات الأجداد والتكبر يسري في عروقه فسوف يعتذر ويبدئ في تقديم الحجج و التكبر عن الاعتذار وطلب الصفح والمسامحة عن الماضي الأليم .
وأقول لبني قومي أن الاعتذار من شيم الكبار ، وخلق من أخلاق الأقوياء ، وعلامة من علامات الثقة بالنفس التي لا يتصف بها إلا الكبار ، الذين لديهم القدرة على مواجهة الآخرين بكل قوة وشجاعة وأدب ، والحياة بدون اعتذار ستحمل معاني الندية ، وستخلق جواً من التوتر والقلق بين الناس .
فالاعتذار خلق اجتماعي جميل يدعو للتعايش ، ويمحو ما قد يشوب المعاملات الإنسانية من توتر أو تشاحن نتيجة الاحتكاك المتبادل بين الناس.
والاعتذار ينفي عن صاحبه صفة التعالي والكبر ، كما أن الاعتذار يُزيل الأحقاد .