يتساءل عدد كثير من المواطنين عن سر تحالف بيرام وافلام مع بعض أحزاب المعارضة ضد النظام ..
فيمكنكم أن تتذكروا ببساطة بان بيرام الذي يتحالف اليوم مع قادة المعارضة الراديكالية هو نفسه بيرام الذي هاجمهم بالأمس القريب ووصفهم بابشع الاوصاف معتبرا إياها بأنها أحزاب "ترسخ العبودية وثقافة الدونية في المجتمع".
ولم يكتف بيرام بذلك بل وصف في تصريحات سابقة له، المعارضة والموالاة برأسي الأفعى، لأنهما وجهان لعملة واحدة ومجموعة من "البيظان" تتسارع على السلطة ويقودها مجموعة من الاستعباديين والاقطاعيين ..
نعم إنه بيرام ذاته الذي أحرق كتب المذهب المالكي وسب الأئمة والعلماء ووصفهم بأبشع الأوصاف قائلا بالحرف الواحد "إن جميع علماء موريتانيا الموجودين الآن ليسوا ورثة أنبياء بل ورثة عبيد .."، ويسترسل في هجومه على العلماء الأجلاء بالقول هؤلاء "علماء النخاسة" و"مشرعي العبودية ولن يسلك طريقا سلكوه ..."
ذلك هو بيرام الذي تتحالف معه المعارضة اليوم والتي يفترض فيها أن تكون معارضة نبيلة وحريصة على المصلحة العليا للبلاد ورافضة لإهانة العلماء الأجلاء أو المساس بوحدة البلاد وانسجامها الاجتماعي ..
وكأن بيرام الآن ليس هو بيرام حين يغادر نحو أسياده في الخارج إذ لم يدخر جهدا في سبيل تشويه صورة موريتانيا واستهداف مصالحها والتأليب عليها ..
المعارضة أيضا وصل بها الإفلاس السياسي إلى التحالف مع حركة "افلام" العنصرية ذات النزعة العرقية الانفصالية، وكأن المعارضة تتجاهل أهداف حركة "أفلام" التي تهدد كيان المجتمع الموريتاني وبقاء الدولة، فرغم تسوية الإرث الإنساني بكافة جوانبه والترخيص لحزب سياسي أسسه قادتها التاريخيون ، إلا أن الجناح المشدد في الحركة يرفض كل أشكال التسوية ويرفع مطلب الانفصال وتقسيم البلاد ومع ذلك تتحالف معه المعارضة دون خجل.
فهل من المعقول أن تصل المعارضة إلى درجة من الإفلاس السياسي تدفعها إلى التحالف مع أعداء الوطن؟
ما الذي جرى وحول المعارضة إلى أحزاب مهزومة تتحالف مع كل من هب ودب من حركات عنصرية وشخصيات متذبذبة في طرحها ومواقفها؟
بقلم: محمد فاضل ولد النعمة (الصورة التالية)