معالم الطريق إلى رأس ولد بوعماتو

20. سبتمبر 2017 - 19:44
 الصحفي   : محمد لمين خطاري

يبدو أن دوائر صنع القرار في موريتانيا تعمل مع الوقت لزيادة سعر فاتورة احتضان المغرب لرجل الأعمال محمد ولد بوعماتو والمصطفي ولد الشافغي اللذين تشغل نشاطاتهما في الخارج السلطات الموريتانية أكثر من انشغالها بالمعارضة الداخليه ..

اليوم تتجه نواكشوط في خطوة أكثر جديه إلى الجزائر وتفتح معبر تيندوف الحدودي وتعمل على التخفيف التدريجي من الإعتماد على معبر الكركرات في تحول دراماتيكي يقابله صمت مطبق بين المغرب وموريتانيا 
ولاشك أن الرباط قلقله للغايه من هذا التطور الذي قد يقود مع الوقت إلى سد بعض منافذ التواصل الإقتصادي بين المغرب والعديد من دول إفريقيا إضاقه إلى مايحمله من رسائل تشير إلى بوادر تغير جيوسياسي في المنطقة المغاربية 
يأتي ذلك مع إستعادة بعض مقربي النظام الموريتاني ومنظريه أوراق اتفاقية مدريد سعيا إلى  العوده إلى  ماقبل التفاهم المغربي الموريتاني في عهد الرئيس الراحل المرحوم المختار ولد داداه وهو أمر ينذر بدوره باحتمال خلط المزيد من الأوراق خصوصا في ظل الإنسجام الكبير الذي يصل حدود التطابق بين نواكشوط وجبهة البوليساريو , انسجام عكسته الكثير من المواقف الإخيرة و  لعل أقلها عملية تبادل الأدوار في ملف معبر الكركرات الذي  تسبب في صداع مزمن للمغاربة وكلفهم الكثير من الجهد الأمني والدبلوملسي .
ومع تضييق نواكشوط الخناق على مايعرف لدى المخابرات الموريتانية ب (خلية بوعماتو ) واستجواب العديد من الصحفيين والنقابيين والشيوخ في موريتانيا يبدو أن السلطات الموريتانية تتجه لضغط على خلية (مراكش ) حيث ولد بوعماتو ومقربيه بمعية المصطفي ولد الشافغي الرجل لذي" يمتلك مفاتيح الصحراء " كما وصفته إحدى كبريات الصحف الإسبانية 
ولكون الطريق إلى رأس ولد بوعماتو لن يكون سالكا دون موافقة مسبقة من الرباط , تسعي نواكشوط لتضييق معبر الكركرات كورقة ضغط على المغرب لتعببد الطريق نحو رأس ولد بوعماتو

ولحد الساعه لايبدو أن المغرب يتجه إلى تحقيق رغبات النظام الموريتاني رغم سعيه الجاد إلى  عدم التصعيد وامتصاص مايمكن امتصاصه رغم أن ضربات الجزاء الموريتانية تتجه بقوه لتكون تحت الحزام 
ليبقى السؤال المطروح إلى  أي حد ستتحمل المغرب تبعات هذا التغير وإلى  أي مدي سترفع سلطات نواكشوط سقف ثمن فاتورة راس ولد بوعماتو

كمتابعين نأمل أن لاتتطور الأمور نحو الأسوء بين البلدين الشقيقين لكن ذلك لايمنعنا من إبداء المخاوف حول مستقبل مايمكن أن تصير  إليه الأمور في ظل هدوء رسمي ببن المغرب و موريتاتيا هدوء يخشي كثيرون أن يكون الهدوء الذى يسبق العاصفه .

تابعونا