اتــــرارزة_وسيـــاسة_النـــــظام

20. سبتمبر 2017 - 8:49
بقلم أحمدو ولد الننيه

اترارزة ولاية زراعية معطاء، وقلعة علمية تناطح الثريا، عانت مثل أخواتها في العقود الماضية من الظلم والاقصاء الممنهج، فتم طمرها بمساعدة ومباركة غالبية أبناءها للمتصدرين المشهد في تلك الفترة. فقد ساعدوا في طمص تاريخها الحافل وتنكروا لأمجاد أبطالها الناصع، لتبرير وتلميع صورة من عمل على مر الزمان على تشويه وتقزيم الدور الريادي الذي لعبه أبطال المقاومة المسلحة في المنطقة،!

#المقاومة:

إن دور المقاومة الوطنية التاريخي في اترارزة تم تغييبه وطمسه وغمره عمدا من المناهج التربوية ولم يكتفوا بذلك فحسب بل زعموا أن أبطالها مجرد لصوص وقطاع طرق ورسخوا تلك الصورة في أذهان الأجيال برهة من الزمن،، والكارثة أن الصورة التي رسموها وعملوا على تثبيتها مزالت حتى الآن عالقة في أذهان البعض،!
فجاء القائد محمد ولد عبد العزيز وبدأ بالترحم على أبطال المقاومة الوطنية وأطلق العنان للكتاب والباحثين وحثهم على أهمية إعادة كتابة تاريخ المقاومة، و ضرورة التحسيس بدورها الذي لعبته دفاعا عن الأرض والعرض والكرامة.
فتعرفنا في عهد ولد عبد العزيز على أبطال من اترارزة كانوا في غياهب النسيان أو التناسي على الأصح،! رغم شهادة عدوهم الأول في مذكراته بجسارتهم وصلابتهم وثباتهم في الميدان.. فتنكر لهم أحفادهم ومعظمهم عذره معه، فمن جهل الشيء عاداه،!

الاقتصاد والبنى التحتية:

#روصو

شهدت روصو عاصمة الولاية في عهد النظام الحالي تحولا جذريا في الإقتصاد المحلي، الذي يعتمد أساسا على الزراعة والتنمية الحيوانية، فقد أشرف رئيس الجمهورية في العام 2014 على استصلاح ما يزيد على 3000 هكتار بتمويل ذاتي بلغ 10 مليارات من الأوقية، يستفيد منه أكثر من 1000 ألف مواطن، وقبلها استفاد 4 آلاف أسرة من الاستصلاحات الزراعية 2013.
أما البنى التحتية فقد شهدت في عهد الرجل شق عشرات الكيلومترات داخل المدينة وخارجها، وأنجز 40 كليومترا من طريق روصو_انواكشوط، وتم تشييد مستشفى عند الكيلومتر 7، يشمل جميع التخصصات ومزود بأحدث الأجهزة الطبية..!

#كرمسين

مدينة وديعة كانت تعاني في السابق من العزلة والتهميش، فتم فك العزلة عنها في عهد ولد عبد العزيز حيث قام بإنجاز طريق اعويفيه_ كرمسين، وإنجاز قناة افطوط، الذي سيمكن ضخ المياه من ري 9500 هکتار.. هذا بالإضافة إلى تموين الأسواق بالمدخلات الزراعية بأسعار مدعومة.. وهذا غيض من فيض،!

#المذرذرة

بلدة نظيفة وأنيقة كما قال الكاتب سليم زبال الكويتي عندما زارها في ستينيات القرن الماضي،، عانت هي الأخرى من الظلم والتهميش على مدى عقود، فخرج شبابها مغاضبا سيرا على الاقدام مطالبين بتعبيد الطريق، فاستجاب لهم النظام وقام بإنجاز الطريق الرابط بين تگنت_المذرذرة والذي كلف خزينة الدولة 7 مليارات من الأوقية.
وتمت توسعة الشبكة الكهربائية في المدينة حتى شملت القرى المجاورة، هذا بالإضافة إلى ترميم الشبكة الكهربائية في بلدية تگنت التابعة للمقاطعة، وتجهيز مركزها الصحي.

#اركيز

تم في عهد النظام الحالي تشييد أكبر مستشفى في تاريخ المدينة، وهو يصنف من فئة أ..،
وأشرف رئيس الجمهورية فيها هذه السنة على انطلاق أكبر مشروع زراعي على أرض الوطن تقدر تكلفته بالمليارات، وهو ما سيمكن من زيادة الطاقة الإنتاجية الزراعية وسيوفر آلاف فرص العمل للعاطلين وبذلك يخفف من أزمة الشبح الصامت المسمى بالبطالة،!
ليس هذا كل شيء فطريق #اركيز_المذرذرة، الذي كلف خزينة الدولة 9 مليارات من الأوقية قد تم إنجاز 70٪ منه حتى الآن والعمل فيه على قدم وساق.!

#بوتليميت

بوتليميت منارة العلم الشامخة ومركز الإشعاع الحضاري.. استفادت في عهد النظام الحالي ضمن مدن موريتانية أخرى من أكبر محطة في افريقيا لإنتاج الطاقة الشمسية بتقنية الخلايا الكهروضوئية، بلغت تكلفته ما يقارب 32 مليون دولار.. هذا بالإضافة إلى شق طريق معبد محاذ للمدينة ساعد في حل أزمة المرور الخانقة.

#واد_الناقة

استفادت مدينة واد الناقة في عهد ولد عبد العزيز من عدة مشاريع منها على سبيل المثال؛ مشروع مركز التقنيات البيطرية، الذي من شأنه أن يكون المنمين على الأساليب العصرية في مجال التنمية الحيوانية. وقد بلغت تكلفة هذا المشروع 8 ملايين دولار.
دون أن ننسى مشروع مزرعة التحسين الوراثي للأبقار في المدينة الذي يضم حظيرتين تصل طاقتهما الاستيعابية إلى 200 بقرة، الشيء الذي ساعد في زيادة معدل الإنتاج من الألبان واللحوم.

#التوظيف

في عهد ولد عبد العزيز تم تخصيص عشرات الوظائف السامية في مختلف القطاعات لأبناء اترارزة وإليكم الأسماء:

_سيدي ولد التاه، مديرا للبنك العربي للتنمية في الخرطوم وقبل ذلك كان وزيرا للإقتصاد.

_ابراهيم ولد داداه، وزيرا للعدل.

_محمد الأمين ولد الشيخ وزيرا للثقافة، والناطق الرسمي باسم الحكومة.

_ميمونة منت التقي، وزيرة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة.

_بنمب ولد درمان رئيس اللجنة الشبابية في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وقبلها كان وزيرا.

احميده ولد أباه، مستشار الرئيس وأمين سره...الخ

هذا ناهيك عن مدراء المؤسسات العمومية والسفراء والجنرالات وعشرات الوظائف السامية المخصصة لأبناء اترارزة في الحكومة ؟!

الغريب في الأمر أنه بعد هذا كله..! تجد من يقول من أبناء اترارزة، أن النظام يستهدف اترارزة ويحتقرها،!! والأغرب من ذلك، أن تجد المجموعات الأكثر استفادة في المنطقة من سياسة النظام، يجندون الأقلام لترويج هذه الفكرة على شبكات التواصل الاجتماعي،!! فما هو السر يا ترى؟؟ هل هو تكتيك جديد للمحافظة على المناصب؟!
والمفارقة العجيبة هي أن أحفاد المقاومة المسلحة في اترارزة محرومون من الحقائب الوزارية والوظائف السامية، ومع ذلك تجد غالبيتهم يناصرون الرجل في السر والعلن..!! 
 
عموما سنبقى على العهد ولن ندير الظهر للرجل في آخر العهد، حتى ولو لقينا منه ما لا يرضينا.. فقد ناصرناه في أول الأمر وسنتبع أول الأمر آخره.

بقلم أحمدو ولد الننيه

#إنه_العهد_والوفاء