إن كان قد قالها:فقد كذب

19. يوليو 2017 - 7:32
الحاج ولد المصطفي المصطفي

يفقد المرء صوابه فى حالات الفزع والخوف الشديد كما أخبر بذلك ربنا فى محكم التنزيل وقد يتعثراللسان وينطق بمالا يريد ،لكن عبارات منسوبة لرئيس حزب الاتحاد سيد محمد ولد محم جاءت فى سياق مختلف ظاهره عن طبيعة الحالة السابقة ؛لم يفهم من حوله ومن سمع قوله مالذي كان يدفعه إلى الجرأة على الله تبارك وتعالى فى العبارة التي أطلقها ؟ ومالذي يجعله أشد خنوعا وخشية واستعطافا لمخلوق ضعيف هو رئيس الجمهورية؟

سيكولوجيا قد يصنف موقف التقرب والتودد والرجاء بأكثر العبارات مجاملة ومبالغة ضمن دائرة مفهوم "ضعف الشخصية" الذي يدفع صاحبه إلى الاندفاع فى التعبير وفقدان السيطرة على مفردات الخطاب وقد لايدرك معانى الألفاظ التى يستخدمها فى وقتها .
كما يمكن أن يكون ضعف الوازع الديني منطلقا للجراءة فى التعبير، ومدعاة للتحرر من مكبوتات مدفونة فى لاشعور صاحبها ..كل ذلك ممكن فى حالة رئيس حزب الاتحاد من أجل "الجمهورية الثالثة".
لايمكن محاكمة محام متمرس فى مجال الألفاظ والعبارات واستخداماتها الممكنة وسياقات ذلك فالمحاماة هى مهنة تعتمد على انتقاء العبارة، وتحديد مدلولها، ورسم خارطة الكلام المباح وغير المباح .
لكن ما لايمكن أن يجادل فيه صاحب الدعوة الشهيرة لمأمورية ثالثة لنظام جاء بانقلاب عسكري حمله هو نفسه  إلي البرلمان،وقلده وظائف "سامية" ،واختاره أخيرا من بين آلاف الطامحين لخلافة "زعيمه" فى رئاسة حزب الانقلاب الأول .أن ولد عبد العزيز قد أوكل إليه –ومعه ولد حدمين- مهمة قيادة حملة جديدة لتنفيذ رغبات "الزعيم" وأهوائه الشخصية من خلال تعديلات جادت بها قريحته وصاغت بنودها مخيلته وصفق لها جنوده الحزبيين ومجنديه المحاورين ...
ماكان يجب أن يغيب عن ذاكرة رئيس الحزب المحامى و"المثقف" - وهو يتقدم الصفوف لتنفيذ المهام الجديدة- أن الذي يٌنفق من أموال الشعب ويتصرف من موقع الآمر بالصرف  لا يعطى شيئا من عنده، ومنطق الدولة الحديثة لايجد معنى لعبارة رئيس الحزب؛ فلو كان رئيس قبيلة تدفع الجزية عنوة لسيد يقهرها على ذلك لكان كلامه مفهوما!!
إن إطعام ولد عبد العزيز الناس الطعام لو كان صحيحا لسمعناها من جيرانه قبل أن يُصبح رئيسا  !!
وأما الأمن من خوف فلا أجد عبارة يمكن أن تصدُق على ادعاءات ولد محم سوي أنه لم يكن يتحدث بوعي ، فقد فقد صوابه كمحام ،وكسياسي، وكمسلم ....وقد كذب 

تابعونا