نفر منا معشر البظان ميؤوس منه، يحير الأذهان ويسمم الأبدان ويثير الشفقة والاشمئزاز...
هؤلاء، ومنهم المتعلمون والجهلة حصبهم، ومنهم النصابون والمغفلون تبعهم، لا تحد جراءتهم ووقاحتهم حدود؛ يتلصصون ويأفكون دون تحفظ ولا تردد، ويستنفدون جهد نفاقهم وطاقة كذبهم لأتفه الأسباب وأبخس الأثمان...
فترى الفرد النكرة يعلن "مبادرة" الدعم للسلطة باسم ساكنة مقاطعته التي ربما لم يزرها ولا يعرف من أهلها إلا عدد أصابعه، ويتسول و"يتسلف" لينظم حفل تأييد وإنجاح التعديلات والتمييلات "الدستورية"ـ مثلا ـ باسم جماعةٍ أو أطرٍ أو عمالٍ أو لا وجود لهم في الواقع إلا شخصا أو اثنين أو هيان بن بيان ومن يلتقط من ساعتَه من المارة أو الفضوليين...
وهؤلاء لا يرضون إلا بالنيابة عن "الشعب الموريتاني بكافة مكوناته وأطيافه"... فقد أمرهم بذلك وفوض لهم أمره وأناط بهم رأيه...!
والحقيقة أنهم لو علموا أن فخامة الرئيس يهمه رأي الهنود أو الفلبينيين و"يستفيد" منهم... لتحدثوا من فوقنا ومن تحتنا عن مبادرات أطر دلهي ووجهاء مامباي وتجمع كيرالا، وعمال السيرك في مانيلا وجمعية المزارعين في إيوغاو وأئمة دافاو... لتأييد وإنجاح التعديلات الدستورية !!
إن مفهوم "البظان" هنا ليس عرقيا ولا طائفيا، ولكن هول اندفاعهم في التكلف والتزلف في هذا المجال... بادٍ للجميع وصارخ طافح !
محمد محفوظ ولد أحمد