متى يَرتَدِعُ هذا الطابور الخامس المجرم* ؟ / سيدي علي بلعمش

24. أغسطس 2025 - 3:01

*متى يَرتَدِعُ هذا الطابور الخامس المجرم* ؟ / سيدي علي بلعمش

يواصل العنصري الحاقد ، الباحث عن دور بطولي ، لا يملك شجاعته و لا أخلاقه و لا ثقافته ، النائب المُتخبِّط في الأخطاء القانونية و الأخلاقية ، المتحدي للشعب و السلطات ، خالي جيالو ، المنتقم من تاريخ أخطاء آبائه من دون أن يفهم ، المناطح لجبل شعب لا يهزم و لا يقهر و لا تهزه انفعالات صغار العملاء المأجورين و لا نباح كلاب الحي المستأسدين أمام رفاق التسكع ..

الاتهام بالعنصرية من أكبر الجرائم و ارتكابها من قبل نائب برلماني في حق شعب كامل و نظام كامل ، عمل لا يجب تجاوزه و لا التعاطي معه بأي حد من التهاون ، لا سيما إذا كان هو من يمارس عادة الكلاب في هجومها الدفاعي ، كعنصري مأجور ، يتهم جزافا غيره بما في نفسه من حقد و جهل و وضاعة ..

خالي جيالو ينتمي إلى مجموعة لا تتجاوز حدود نسبة 7% من المجتمع ، أكثر من نصفها من أصول أجنبية ، لم نَصِفها يوما بالأقلية و لا بالشريحة (هذه عبارات لا مكان لها في قاموس أخلاقنا) ، يُكَرِّسُ كل وقته للتهجم على المجتمع و ادعاء أن البيظان لا يمثلون غير 15٪؜ ، دون أي دليل و دون حتى أن يعرف من هم البيظان و من غيرهم ..

البيظان يا خالي جيالو هم أهل هذه الأرض غصبا عن أفطسك المشؤوم .. هم من أسسوها و حموها بدمائهم و صنعوا أمجادها الخالدة بدهائهم و شجاعتهم و بطولاتهم الأسطورية ؛ أنت لا تعرف عن موريتانيا غير تاريخ عصابات مقاطعة الميناء و الطفولة المشردة و التسكع بين كاريتاس و وورد فيزيون و بورت أُوفِيرت العاملة بميكانيسمات لست مؤهلا لفهمها على مشروع التفرقة بذرائع إنسانية هم أكثر من يكفر بها ..

عصابة "إيرا" يا خالي ، جيالو التي تَصِفُ النظامَ بالعنصري بسبب رفض الترخيص لها ، تستمد اسمها من الحركة الإيرلندية المسلحة و حزب "الرگ" الذي رفضتْ وزارة الداخلية مشكورةً الترخيص له ، يستمد اسمه من العبارة الشعبية المشهورة "الرگ ما إنكَّس" و هي عبارة تدعو للمواجهة القتالية .
و الجبهة الإفريقية لتحرير موريتانيا (FLAM) ، لا تخفي دعوتها لحمل السلاح من خلال عبارة "التحرير" و لا يكون التحرير إلا عبر الكفاح المسلح ..

لولا تسامح السلطات الموريتانية و سمو نفوس أهلها و فهمهم العميق بأن هذه حركات عبثية مأجورة و مُركَّبة من قبل جهات أجنبية معروفة ، يجب التعامل معها بمسؤولية (غير ملزمة) ، كحركات مرتزقة ، مأجورة ، يجب إنقاذها من انحطاط أنفس أصحابها و ارتزاق قادتها ، لكنتم جميعا في السجون كعصابات إرهابية مأجورة ، لا تستطيع أي جهة أجنبية مساءلتنا عن أسباب قمعها ، كما يحدث في العالم أجمع ..

لقد أصبحت هذه العصابات ترقمنا على الرد عليها بما كنا نتسامى عليه و نتحاشى قوله من حقائق لا يستطيعون نكرانها بغير الهروب منها ، فتمادوا في غيهم و اعتقدوا أن سكوتنا خوفا أو عجزا عن مواجهة حماقاتهم السخيفة التي لا نرضى لأنفسنا النزولَ إلى مستواها و انحطاط أخلاق أصحابها ..

لقد وشى بيرام بجماعة الفولان و قال بأنهم اشترطوا عليه حمل السلاح للذهاب معه في مشروعه فرفض ..
كان بيرام يريد خلق أزمة بين النظام و مجموعة الفولان ، يحملها إلى أسياده ؛ هذا كل ما يهمه في الموضوع ، فأبت السلطات أن تعطيه هذه الهدية الثمينة و لم تسأله لا حتى عن أسماء من حرضوه على حمل السلاح !!
*و هذه جريمة لا تسقط بالتقادم (للتذكير فقط)* !!

كان على الطرفين أن يفهما أن السلطات لو كان يمكن أن تخافهم مسلحين كانوا أو عزلا ، لأقامت الدنيا و لم تقعدها و اعتقلت الجميع ؛ فمتى تفهمون أنكم مجرد أقزام مأجورين في أعين الشعب و السلطات !؟

من يعرفون بيرام جيدا من مثقفي الحراطين ، القادرين على التمييز بين النضال الصادق و الارتزاق المكشوف ، من أمثال الدكتور السعد ولد لوليد ، هم وحدهم من يقدمون صورته الحقيقية المُؤَكِّدة لوقوع كل من يثقون فيه في فخ مكره ..
إلى هذا الفخ الحتمي ، يسير اليوم قادة افلام ، المُطالَبين من قبل فرنسا و اللوبي الصهيوني ، بإثبات استمرارهم في النضال لأخذ مستحقاتهم المشروطة ..

موريتانيا أرض المُور ، شاء من شاء و أبى من أبى ، تماما كما أن فرنسا أرض الفرنسيين و آلمانيا أرض الآلمان و الهند أرض الهنود .
و ليس في هذا أي نكران لوجود قوميات على بعض أطرافها كما تصنع الجغرافيا في كل مكان من المعمورة و كما أراد المستعمر الغربي في كل الدول الإفريقية و كما أرادت فرنسا بالضبط بتفخيخ المنطقة من خلال الحالة الفولانية الممتدة من غينيا إلى رأس الرجاء الصالح ، مُحَوِّلةً هذا المكون العربي الأصول ، اليهودي الانتماء ، إلى عدو لكل بلد إفريقي على امتداد تواجده و لموريتانيا بصفة خاصة ، بعد دخول إسرائيل على الخط كما تؤكده كل أحداث الثمانينات المشؤومة ..

على الجاهل خالي جالو و السيدة المحترمة كادياتا مالك جيالو و غيرهم ، أن يفهموا أنهم يقفون عرايا على أرضية مكشوفة ..
أن يتذكروا نداءات شيخو توري و صراخه المبحوح : (Oh Diallo , blanchisseur en Mauritanie , retourne à ton pays ) ..
و في إحدى زياراته إلى موريتانيا ، كان مدير التشريفات الموريتاني يقدم طابور الوزراء المستقبلين لسينغور ، و بمجرد أن قدم وزيرا من الفولان (عرفها سينغور من اسمه) ، لم يستطع أن يتمالك نفسه أو ينتظر أن ينفرد بولد داداه ، فمسك يده فورا و سحبه جانبا مسافة خطوات و قال له غاضبا "لا تُفسد إفريقيا يا ولد داداه ؛ الفولان لا يعينون وزراء" :
نحن شعب طيب ، لن تثنينا حماقات خالي جيالو و لا غيره عن لعب دورنا التاريخي الذي حَوَّل كل المنطقة من البوهيمية الوثنية إلى شعوب مسلمة عالمة ، تصدت نُخبُها الراقية لطلائع المد اليسوعي الأول في المنطقة و هزمت جيوش المستعمر دفاعا عن الرسالة المحمدية ، بشهادات كل قادة الحملات الاستعمارية ، في العلن و في رسائلهم بالغة السرية ..

و حتى و هُمْ يصفوننا بدولة الآبارتايد ، نحن وحدنا اليوم من نستقبل أفواج لاجئيهم الذين يُقتلون على الهوية" في مالي و النيجر و بوركينافاسو ، فمتى يدرك هؤلاء أن موريتانيا كان بإمكانها أن تغلق عليهم بقية الحلقة !؟

على خالي جيالو أن يتذكر من هو قبل أن يتكلم و من هم البيظان ، المتعالين على الرد عل سخافاته العنصرية الحاقدة ..

لقد آن لسلطات البلد أن توقف هذه الفوضى بأي ثمن و أن تُفهم هذه العصابات أن ليس من حقها التحدث باسم أي جهة و لا ادعاء تمثيل أي أخرى و ليتذكر الجميع أن الفوز في الانتخابات النيابية و البلدية ، لا يتطلب أكثر من بضع مئات الأصوات في حالات كثيرة ، فبماذا تتبجحون ؟

تابعونا