![](https://elhadeth.mr/sites/default/files/FB_IMG_1739364110913.jpg)
انتظم مساء الثّلاثاء النّشاط الثّاني بقاعة الأنشطة لبيت الشعر - نواكشوط من الفعّاليّات المتواصلة في إطار الدّورة العاشرة لمهرجان "نواكشوط للشّعر العربيّ" ، والتي عرض من خلالها خمسة شعراء إبداعاتِهم الشعريّة، هم: محمّد ولد المحبوبي ومحمد دانوسكو من غينيا، ومحمد المختار ولد أحمدو، وعبد الله محمد عمر إسماعيل من جمهورية مالي، وممادو سوخو، وقدّمت الأمسيّة الإعلاميّة الزهراء أحمد سالم.
وقد كان المشارك الأوّل الشاعر محمد ولد المحبوبي، وهو حاصل على اللّيصانص في الحقوق من جامعة نواكشوط ، وفي المعهد العالي للدْراسات والبحوث الإسلامية بنواكشوط ، وفي كليّة الحقوق بالدّار البيضاء ،، فائز بالمركز الأوّل في ملتقى الشّارقة للشّعراء الشّباب، عمل منسقا ثقافيّا لبيت الشعر-نواكشوط منذ افتتاحه حتى عام 2020، كما شغل الأمين العامّ للمنتدى الموريتاني للّغة والأدب والثّقافة 2016، ورئيس منتدى القصيد 2014 وقد صدر له: "الأنّات الصامتة"، "بقية من أنخاب الغيب"، يعمل حاليا مستشارا بالسّفارة.
وقد ألقى عدّة نصوص من ضمنها قصيدته "مرثاة متأخّرة" الّتي يقول فيها:
حين تمشين والعطور تناجيك
كنجوى الهُزام للقيثار
حين لا تذكرين أنّك أنثى
من سلالات الغيم والجُلّنار
حين تستيقيظين من دون قلبي
وتنامين في لظى الأسرار
حين لا تعبثين بالطلّ والمألوف
والبحر والشّذى والهَزار
سجّلي أنّني جوى متّ أرثيك
وأرثي هزائمي في انتصار
فيما ألقى ثانيا محمد دانسولا وهو شاعر وروائيّ من جمهورية غينيا، وباحث دكتوراه في كلية الإعلام، بجامعة أفريقيا العالمية في السودان، خرّيج جامعة "زويليس نيريري" في غينيا، من كلية الحضارة الإسلامية، وحاصل على درجة الدبلوم العالي والماجستير في الإعلام بجامعة أفريقيا العالمية، وأستاذ محاضر بجامعة غينيا العالمية، حاصل على جائزة عبد الرّحمن العبد الله المشيقح في المملكة العربية السعوديّة، عام 2022م في الشّعر، جائزة الشّيخ زايد بن سلطان آل نهيان من قبل سفارة الإمارات في السّودان، عام 2019م في الشّعر، نشرت له العديد من المجلّات والصّحف، عضو في أكثر من مؤسّسة ثقافيّة معنيّة باللّغة العربيّة في إفريقيا جنوب الصّحراء.
وقد ألقى من قصيده عدّة نصوص كان من ضمنها نصّه الموسوم "عزف على وتر الغربة" الذي يقول فيه:
سَــأَعُــــودُ بِــالـتَّــأْكِـــيــدِ يَــا سَــمْــــرَاءُ
لِــلْأَصْــلِ دَوْمًــا تَـــرْجِـعُ الأَشْــيَـــاءُ
رغْمَ احْتِلالِ الْبَيْنِ كلَّ خَرَائِطِي
لِي فِي جَــنَــــابِـــكِ مَـــوْعِـــد ولِـــقـــاءُ
لَا تَسْــأَمِي الأنَّاتِ بَيْنَ جَوانِحِي
فَــبِهَا تُــهَـدْهِدُ بُـــؤسَــهَا الْـــغُــربَــاءُ
كَـمْ لَــيْـلَــــةٍ أَسْــــهَـــرْتُــهَـا بِــــــتَــأَوُّهٍ
حَتَّى انْـتَهَتْ في حَلْقِهَا الَأَصْدَاءُ
كَيْفَ الرُّقادُ يَـحُلُّ جَفْنا شَائِكًا؟
مِنْ أَيْنَ تَسقي رَمْـلَها الصَّحْرَاءُ؟
سَمْرَاءُ مِنْ ذِكْرَاكِ تَثْمَلُ مُهْجَتِي
وَعَــلى غِنَائكِ تَرْقُصُ الْأَعْضَاءُ
وتواصلت الإلقاءات الشعريّة مع الشاعر محمد ولد أحمد المختار، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في أدب اللّغة العربيّة وعلومها، جامعة محمّد الأوّل بوجدة المغربيّة، نشرت له أكثر من مجلّة علميّة بحوثا معرفيّة تناولت قضايا اللّغة والدلالة في البنيات النّصيّة الأدبيّة والعلائق المشكّلة لنسقيّاتها، حاصل على أكثر من جائزة أدبيّة من أبرزها جائزة "البردة في المديح النّبويّ" ـ 2011، وجائزة القدس في عيون الشّعر العربيّ ـ فلسطين، عمل ضمن الفريق اللغويّ لمعجم الشّارقة التّاريخيّ، وأستاذا متعاونا بجامعة نواكشوط، والمعهد العالي للدّراسات والبحوث الإسلاميّة، صدرت له أعمال شعريّة من بينها: "صليل الجراح" عن دار قوافل للنّشر بنواكشوط2023، و"عيون المها" عن دائرة الثّقافة بالشّارقة 2023، ودراسة نقديّة تحت عنوان "تجليات التناص في الشعر العربي الموريتاني المعاصر: فاضل أمين، ومحمد ولد عبدي نموذجا"، دار قوافل للنشر، انواكشوط/موريتانيا، 2022م.
وقد ألقى عدّة قصائد من شعرها جاء ضمنها نصه الموسوم "جريمة البحر" الذي يقول فيه:
نَامَتْ يَداكَ على ضِفافِ الْمــاءِ
وَرَسَتْ سَفِينَةُ رُوحِكَ الْخَضْــــراءِ
الْبَحْرُ حَوْلَكَ ثائِــرٌ مُتَمَيِّــــزٌ
غَيْظًا على أَمْواجِهِ الْحَمْقـــــــــــاءِ
تَرَكَتْهُ جُثَّتُكَ الصَّغِيرَةُ غَــارِقًا
فِي الْحُزْنِ مِلْءَ دُمُوعِهِ الزَّرْقَــــاءِ
وَالْمَوْتُ أَدْبَرَ حِينَ غَالَكَ، كَــاشِفًا
عَنْ سَاقِهِ؛ يَمْشِي عَلَى اسْتِحْيــــــاءِ
لاَ وَجْهَ لِلتَّأْوِيلِ، ها أنا ذَاهِــــــــلٌ
فِي غَمْرْةِ الْمَعْنَى عَنِ الْأَسْمـــــــَاءِ
الْجُرْحُ أَعْمَقُ مِنْ فِجَاجِ مَوَاجِعِي
وَالْأُفْقُ أَضْيَقُ مِنْ عُيُونِ الرَّائِــــي
وَالْكَوْنُ يَبْدُو مِنْ خِلَالِ زُجَاجِــــهِ
مُتَصَدِّعًا بِتَنَاقُضِ الْأَشْيـــــــــــــاءِ
وألقى رابعا عبدالله محمّد عمر إسماعيل، وهو شاعر من جمهوريّة مالي
من مواليد 1991 بمكّة المكرّمة، تلقّى بها تعليمه الأوّل، حاصل على البكالوريوس في اللّغة العربيّة وآدابها من جامعة السّاحل قسم، فائز بالمركز الأوّل في "مسابقة مانسى موسى الشعريّة بنسختها الأولى، مشارك بأمير الشّعراء في موسمه الحادي عشر، عضو في عدة هيئات أدبيّة وثقافيّة، شارك في أمسيات محليّة ودوليّة، له ديوان "قارب بلا أشرعة" قيد النّشر، يعمل حاليا معلّما للغة العربيّة بمالي.
وقد ألقى من قصيده نصوصا عديدة من ضمنها نصّه "القمر المعلّق من صبايا" الّذي يقول فيه:
وتمحو لعبة الأقدار ذاتي
وتغمرني إذا تمّت صلاتي
سأسجد في بساط الشعر سهوا
لعلّ الصّبح يشرق من حياتي
أنا من ليس يظهر في المرايا
وظلّي يستريح إلى مماتي
أتيه.. أتيه والمعنى مجاز
وأسكب في الحقيقة مسكراتي
أنا القمر المعلّق للصّبايا
وقلبي في رفوفي المؤلمات
وانتهت الإلقاءات مع سيدي مامدو سوخونا وهو شاعر من مواليد 2002، حافظ للقرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، طالب في كليّة الآداب بقسم الدّراسات العربيّة، خرّيج المعهد العالي للدّراسات والبحوث الإسلاميّة، "تخصّص الفقه وأصوله " ،فائز بجائزة شاعر المعهد بالمرتبة الثانية والمرتبة الأولى في نسختين مختلفتين ، فائز بجائزة الرسم في مسابقة بستان المواهب بمركز تكوين العلماء، صدر لهُ ديوان "رحلة اكتشاف لوادي عبقر" عن دائرة الثقافة بالشارقة هذا العام 2025.
وقد ألقى عدّة نصوص شعريّة من بينها قصيدته "حسناوات دكار" الّتي يقول فيها:
طربُ الفُؤادِ ونغْمةُ الأوتْارِ
يتَقَاسمانِ الرُّوحَ في (دَكَّارِ)
فِي حِضْنِها الْفِردَوْسُ أوْغَلَ أُسُّهُ
للأبْرياءِ أُعِدَّ والْفُجَّار
أغْرقْنَ قَلْبي فِي هَوَى كَاسَاتِه
وأذَبْن ثلجَ الحزْن فوق النارِ
فَأَزلْنَ منْ رُوحُي بقَايا عفَّتِي
ومزَجْنَ مِلْح البحْرِ بالأنْهار
وبعد انتهاء الإلقاءات قام سعادة محمّد لعويس رئيس دائرة الثّقافة بحكومة الشّارقة رفقة الأستاذ محمد القصير مدير الشّؤون الثّقافيّة بالشّارقة والدّكتور عبد الله السيّد مدير بيت الشعر- نواكشوط بتكريم ضيوف الأمسية، وأخذ صور تذكاريّة مع ضيوف الحفل، وكما قد نُظّم على هامش الأمسيّة حفل توقيع عملين شعريّين من الأعمال الإبداعيّة الصادرة لهذا العام 2025 عن دائرة الثّقافة بالشّارقة وهما: " وشم على ذاكرة الخلود" للشاعر جعفر أحمد المختار، و "عقابيل" للشاعر محمد سيدنا الناء.
وقد حضر النّشاط جمع كبير متنوّع الخلفيّات والمشارب ومتباين الأعمار والمنطلقات من عشّاق الأدب والجمال ومتذوّقي الشّعر والكتابة والأكاديميّين والدّكاترة الجامعيّين والصّحافة، وقد انتهت الأمسيّة باستراحة قهوة وشاي ببهو بيت الشّعر تخلّلتها لقاءات تعارفيّة وتواصليّة بين الشّعراء وجمهورهم، وتصويرات توثيقيّة لجمع من المنصّات والقنوات الإعلاميّة المهمتمّة بقضايا الثّقافة.