لقد سطع نجم الوزير الأول المهندس المختار ولد أچاي عندما كان مديرا للضرائب في بداية مشواره المهني ، حيث قدم فيها الكثير وأظهر كفائته وبراعته في إدارتها بالشكل المطلوب ، حينها قام الرئيس السابق بتعيينه للإستعانة به في إحدى أهم وزارات السيادة ، وهي وزارة الإقتصاد والمالية، وقد عمل فيها جاهدا من أجل النهوض بإقتصاد البلد من خلال إستراتيجيات إقتصادية من شأنها المساهمة في نمو البلد وتحقيق مستوى لائق من التعايش المشترك بين مختلف فئات الشعب ،
وبشهادة مقربين منه في محيط عمله، فقد كان يصل الليل بالنهار لتحقيق تلك الأهداف ، وعندما تعثرت الشركة الموريتانية للصناعة والمعادن "أسنيم" نتيجة لعدة أسباب رغم طفرة الحديد التي أمتدت من 2009-2013 والتي بِيعَ فيها طن الحديد الخام 180 دولار رغم أن تكلفة إستخراجه لاتتعدى 30 دولارا ، أي أنها كانت تربح 150 دولارا للطن الواحد ، كما زادت نسبة الإنتاج التي وصلت إلى 12 مليون طن ، جنت الشركة آن ذاك منها أموال طائلة ، ولكنها لم تستثمرها على الوجه المطلوب ، فقامت بإستثمارات كانت في غناً عنها نذكر منها بناء فندق في انواكشوط بجانب أفاركو، إمّا أن تلك الأموال تم تبديدها (الفساد) أو تم صرفها من خلال إستثمارات غير مدروسة وغير منتجة، تعثرت الشركة بسبب تلك السياسات والتسييس الذي حل بها فكان لابد لها من مُنقذ وخصوصا أن أسعار الحديد تراجعت بعد فترة الطفرة بكثير ، فوقع الإختيار على المهندس المختار ولد أچاي نظرا لكفائته وديناميكيته فالشركة متعثرة وتواجه إضطرابات بين الإدارة والعمال ولايمكن أن يُديرها سوى من يتحلّى بالحنكة والدبلوماسية والمهنية ، وخلال فترة إدارته لها التي بدأت في سبتمبر 2019 أستطاع المهندس ولد أچاي أن يحل معظم مشاكل الشركة من تعثر مالي إلى تسوية مطالب النقابات العمالية ، كما نهض بإنتاجها السنوي إلى حدود 13 مليون طن، ولأول مرة في تاريخها الإنتاجي
وبعد العشرية وماتلاها من تحقيقات ومحاكمات ، تم إدراج إسم ولد أچاي في ملف تلك التحقيقات ، فتكالب عليه البعض
من سياسيين ومجتمع مدني وصحافة ومدونين، وهو أمر طبيعي ، فالموريتاني بطبيعته مع الأقوى دائما وصاحب السلطة والمرتبة والمنفعة، نذكر في هذا السياق بأنه قد رُوي أيام الرئيس السابق معاوية ولد سيدأحمد الطايع -الذي ترسخ في حكمه النفاق والتطبيل والنهب - قيل بأنه في يوم المحاولة الإنقلابية الأولى التي قادها الشجاع الرائد صالح ولد حنن على نظام ولد الطايع -الفاسد إقتصاديا والمفسد أخلاقيا- في ذلك اليوم قام أحد كبار السياسيين وهو رجل مُسنٌ بكتابة خطابين أحدهما مناهضا للإنقلاب والثاني مؤيداً له، في إنتظار أن تعلن قناة الجزيرة نجاح الإنقلاب من فشله، بمعنى أن الرجل المُسنّ لاولاء له للشخص نفسه وإنما لمكانته فقط، وتلك ظاهرة سيئة من إنتاج عشرينية ولد الطايع،
ونظرا لأن المادة صارت تطغى على القيّم فلاغرابة أن تتكالب الناس على ولد أچاي عندما تم إدراجه في الملف ، فهو بالنسبة للبعض لم يعد مصدرا للمنفعة المادية لأنه بلامنصب وبلاسلطة (لاخوف ولاطمع) ، وبالتالي فلاولاء له بعد اليوم، وإنما الولاء لخَلَفِهِ أياً كان،
فبدأت الأقلام المأجورة تنهش في لحم ولد أچاي الذي بالنسبة لهم ليس إلاّ "لحم الرݣبة" موكولْ ؤُ مذموم ، ولكنه لم يلتفت إليهم فنباح الكلاب لم يوقف أبدا سيْر القافلة ، بعدها وكبراءة للذمة وتوضيحا للرأي العام ، كتب المهندس ولد أچاي تدوينة مفصلة أوضح فيها كل ممتلكاته المادية والعينية قبل التوظيف وأثناءه وبعده، وتحدى أي إنسان يأتيه بغير ماأعلن عنه هوّ،فبُهِتَ الذي كذب وأفترى بغير دليل ولاحجة ،
فظهرت براءة المهندس ولد أچاي ونزاهته في تسيير المال العام وتمت تبرأته من جميع لإتهامات ، ليَعود إلى الحكومة رافع الرأس وهذه المرة ليس مديرا وإنما على رأس الحكومة ،
ومنذ مجيئه للحكومة بدأ في اللقاءات مع مختلف القطاعات وبدأت القرارات تُتخذ والصرامة في التنفيذ ، من تحديد أسعار مواد إلى تنظيم السير وغيرهما من مايمس حياة المواطن،
ومن شاهد عرضه لبرنامج حكومته أمام البرلمان سيدرك جليًا بأن الرجل لم يعطي وعودا سياسية (غير قابلة للتطبيق) وإنما أعطى وعودا وآجالا منطقية وقابلة للتنفيذ ،
ولكن مهما فعل من إنجازات وتحقيق طموحات فسيظل أصحاب النوايا السيئة والمفسدين -أصحاب المصالح الضيقة- الذين تمت مضايقتهم سيظلون يهاجمونه ويتهمونه بالإدعاءات الباطلة، ولكن بالمقابل سيظل هو ينظر إلى الأمام بعين الأمل والجد والطموح.
{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ}..
الشيخ البال/مهندس بوزارة الصحة