نظم بيت الشعر نواكشوط مساء امس الخميس بقاعة الأنشطة الثقافية، أمسيّة شعريّة استضافت ثلاث تجارب شعريّة مختلفة الخلفيّة الثقافيّة ومتباينة في العمر والتّجربة، وذلك ضمن السّعي الحثيث لبيت الشّعر الرّامي إلى إثراء السّاحة الثقافيّة بالإبداعات الشبابيّة وتسليط الضّوء على أنماط القصيدة العربيّة عند الشّعراء الموريتانِيّين ضمن سلسلة تراتيل الأصيل المنتظمة لاستقطاب الأصوات الشعريّة دائما، وقد شارك في الأمسية ثلاثة شعراء مبدعين هم: محمّد يحيى الدّيماني وسيدي محمّد عبد الرّزّاق وأيّوب النّجّاشي.
وافتتحت الأمسية مع الشّاعر محمّد يحيى الدّيماني وهو حصل على الباكولوريا في الرياضيات وواصل تعليمه الجامعيّ بجامعة نواكشوط متحصّلا على شهادة "الكفاءة الجامعيّة" في تخصّص الاقتصاد، عضو في اتّحاد الأدباء والكتّاب الموريتانيّين.
وقد ألقى عدة نصوص من ضمنها قصيدته " حداء وطن" التي يقول فيها:
أيا موطن الأحباب والأهل والمأوى
أناجيك من بعْدٍ، فهل تسمع النّجوى؟
أناجيك والقلب المتيّم هائم
من الشّوق لا يلقى هناء ولا سلوى
أصارع أحزاني وشوقي تجلّدي
فلا أستطيع الصّبر عنها ولا أقوى
فلو كانت الدّنيا تسير على هوى
لما كنت من حرّ الجوى والنّوى أُكْوى
فيما صعد المنصّة ثانيا سيدي محمّد عبد الرّزّاق وهو شاعر حاصل على باكالوريا الآداب العصرية، واللّيصانص في الجغرافيا العامّة من جامعة نواكشوط، وعلى الماستر في "المجتمع والمجال في غرب الصّحراء" من جامعة العلوم الإسلامية بمدينة العيون، وهو عضو اتّحاد الأدباء والكتّاب الموريتانيّين، ويعمل حاليا أستاذا لمادّة التّاريخ والجغرافيا.
وقد ألقى عدّة نصوص من شعره من بينها قصيدته " عصفورة إنسيّة الأوكار " التي يقول فيها:
عينان دافئتان: بركانٌ يكاد_
_بنارِه يَغْلي دمي و وقاري!
حُسنٌ أعارتْهُ الرمالُ صفاءَها
ومحاجرٌ صوفيةُ الأغوارِ!
يا مَنْ يطوفُ الحرفُ حولَ شِفاهِها
يدنُو لبَرْدِ الثّغرِ خوْفَ النارِ
عذري إليكِ: قصائدٌ ورسائلٌ
هي عادةُ الشعراءِ قبلَ نِزارِ
والحبُّ يولدُ بغتةً في عالمٍ
ملّ الصّراعَ وزَحمةَ الأفكار!
واختتمت الإلقاءات مع أيّوب النّجّاشي وهو شاعر، التحق بسلك التّدريس والتّربيّة 1999، حاصل على جائزة شاعر الرّسول ، وجائزة اتّحاد الكتّاب والأدباء، وجائزة مهرجان التّنميّة الوطنيّ 2015، وجائزة مهرجان الشّباب الوطنيّ بذات العام، كما شارك في مهرجان الشّارقة للإبداع العربيّ سنة 2012، مشارك بمسابقة أمير الشعراء 2023، له عملان شعريّان هما: "جرح الوطن" و "أسئلة في الغياب" قيد الطّبع.
وقد ألقى عدّة قصائد من ضمنها قصيدته " تأمّلات في الغياب" التي يقول فيها:
حلّقت في طبق يرتدّ عن طبق
ولم أزلْ سادرا كالغيم في الأفُق
أعلو وأدنو تباريحا وأخيلة
من سورة الليل أو من سورة الفلق
تمتار من شرف الألحان قافلتي
وتستثير مدى الأنخاب والحُرق
يا قدسُ يا سلوتي إنّي سأشعلها
نارا من الجدّ كي تقضي على الفرق
واختتمت الأمسية بالتقاط صورة تذكاريّة جماعيّة مع ضيوف التّراتيل ومدير بيت الشّعر- نواكشوط، وسط حضور جمهور من عشّاق القصيدة والمهتمّين بالمجال الثقافيّ والأدبيّ.