بعد زواج المسيار والمسفار، وغيرها من الامور المستحدثة، التي ابتدعها البعض، على مقاسات ظروفهم وأهوائهم،هاقد وصلنا الآن إلى ما يسمى زواج الويك أند، الذي يقتصر على التقاء الزوجين فيه على عطلة نهاية الأسبوع أو العطل السنوية،ما أثار جدلا كبيرا بعد ظهوره مؤخرا، في عدة دول مشرقية.واعتقدنا، حينها، أننا في مأمن ومنأى من وجوده أو انتشاره بمجتمعنا.لكن الظاهر، أننا تفاءلنا زيادة عن اللزوم، لأن العارفين بالشأن الاجتماعي وبخبايا محاكم شؤون الأسرة، يؤكدون وجود وانتشار زواج الويك أند عندنا.
نورة. س”، 49سنة، امرأة عاملة، التقيت بها ذات يوم ببيت أختها، حيث راحت تروي بحنين كبير عن طليقها، الذي تمتد معرفتها به إلى أيام الطفولة، حين جمعت بينهما علاقة حب أبدية خالدة. ولكنها، لم تتوج بالزواج في شبابهما، لإصرار والدته على رفض ذلك، ليتزوجمن امرأة أخرى، عاش معها لعقود من الزمن، وأنجبا أربعة أولاد، قبل أن تبين منه بينونة كبرى، لتطليقه لها ثلاث مرات.وهنا،عاد ليحاول وصل حبال الود مع محبوبته نورة.فنجح الأمر، بحكم أنها لم ترض طيلة حياتها بالارتباط بغيره.. فحدث الزواج بينهما، رغم معارضة أهلها وأهله. ولكنه، كان زواجا بظروف استثنائية،إذاتفقا على أن يستمر كل طرف في عيش حياته، وفق النمط والروتين الذي اعتاده طيلة سنوات، أي أن تظل الزوجة في بيت أهلها، بحكم أنها صارت الراعية والمعيلة الوحيدة لوالدتها المسنة، وأن يظل الزوج رفقة أولاده، بحكم انفصاله عن والدتهم، التي التحقت ببيت أهلها بالجنوب الجزائري، على أن يلتقيا كل نهاية أسبوع في منزل اكترياه للقائهما في العطلة الأسبوعية.ورغم طلاقهما الذي حدث لاحقا بعد أشهر عديدة، إلا أن نورة تؤكد أن تلك الصيغة أو الصورة من الزواج التي لم تعلم أنه يسمى زواج الويك إند، لم تكن السبب في طلاقهما، وإنما تدخلات والدة الزوج، هي التي نغصت عليهما عيشتهما وأوصلتها إلى نقطة النهاية،التي أوصلتنا بدورنا إلى معرفة تفاصيل هذه الحالة من حالات كثيرة لزواج الويك آند، الموجود فعلا بمجتمعنا، ولكن، دون أن يتم توصيفه أو تسميته بمسماه الحقيقي.
زواج الويك آند، هو زواج كامل الأركان. ولكن المختلف فيه، أن الزوجين لا يجتمعان فيه إلا في عطلة نهاية الأسبوع. وهذا، لعدة اعتبارات متعلقة بظروف أحدهما أو كلاهما.ولنتفق في البداية على أن الزواج هنا يكون موثقا وكامل الأركان. يعني، نحن لا نتحدث عن الزواج العرفي أو زواج المتعة، أو الزواج المؤقت المبني من بدايته على نية الطلاق.وهو منتشر بصفة لا يستهان بها بمجتمعنا، مثلما تؤكد الدكتورة سعاد توينة، الباحثة في علم الاجتماع العائلي والعمل الاجتماعي:”فالكثير من الجزائريين صاروا يلجؤون إلى زواج الويك أند، فلا يلتقون بشريك حياتهم إلا في عطلة نهاية الأسبوع.
فوضى عارمة من الجدل الكبير ووجهات النظر المختلفة، أثارها زواج الويك أند، بعدة بلدان عربية، بين رافض له بحكم أنه زنا مُقنّن، وبين من يدعو إلى عدم التعسير على الناس حتى لا يقعوا في الحرام.وحالة الجدل تلك، امتدت لتشمل كذلك حكم الشرع فيه، ليدخل علماء الدين في سجال حوله،استنادا إلى المعطيات المتوفرة لكل واحد منهم، وانطلاقا من نقطة فهمه لهذه الصيغة من الزواج
ففي الوقت الذي حرمه البعض لكونه يفتقر إلى عنصر الاستقرار والسكن والمودة، ولأنه مقترن بشرط الالتقاء في نهاية الأسبوع فقط، فقد أجازه البعض الآخر مادام استوفى أركان الزواج، مثلما هي الحال مع الشيخ شمس الدين الجزائري، الذي يؤكد أنه:”إذا كان عقد هذا الزواج صحيحا واستكمل شروطه، جاز للزوجين الاتفاق على ما يريانه صلاحا لهما ونجاحا لزواجهما.”
الشرق العربي