صراع الأجنحة و الأجيال و اختلاف الرؤى و القراءات في الأحزاب حالة صحية و تكون صحية أكثر حين تتجسد في حزب معارض يُعتبر حامل لواء الزعامة السياسية الفعلية للمعارضة منذ نشأته حتى اليوم ..
لكن ، حين تعجز القوانين و النظم الداخلية للحزب عن ضبط الخلافات الداخلية بسبب ميوعة النصوص أو رفض الخضوع لها في حزب بحجم التكتل ، يكون من حق المهتمين بالشأن السياسي في البلد و بالتقدم باتجاه مزيد من الوعي و الديمقراطية على وجه الخصوص ، أن يكونوا أول المعنيين و آخر المسامحين لكوادر و أطر الحزب ، بعيدا عن منطق التشفي و العداء و كل النعوت السلبية..
ما يحدث الآن في التكتل ليس حالة صحية .. ليس حالة أخلاقية و من الواضح أن أغلب أطرافه لا يأبهون بما لا يدعم مواقفهم من النصوص التنظيمية التي يحاول الجميع لي أعناقها و خنق تآويلها بما يشبه طرح الشروط على حالة الانسجام المطلوبة ..
ما يحدث في التكتل اليوم ، حالة أخلاقية (أعني لا أخلاقية) في أبشع تجلياتها ، يجب أن يعتذر فيها الجميع للزعيم أحمد ولد داداه أطال الله عمره. و لا يقبل فيها أي اعتذار يتذيل بأي "لكن…"..
و بعد أن يعتذر الجميع لزعيمهم ، يجب أن يعتذروا للشعب الموريتاني (غير المنتمي للتكتل)، لماسببوا له من صدمة من خلال بشاعة رسالتهم إليه بما حملت من استهتار بالقيم السياسية و ما عبرت عنه من خلال كل عناوينها الكبيرة من عبثية المبادئ و انتحال التقية ..