نظّم بيت الشعر نواكشوط مساء السبت، أمسية شعرية ضمن سلسلة "تراتيل الأصيل" التي تستقطب إلى منصّتها الشعراء والمبدعين من مختلف الأجيال العمرية والمدارس الشعرية، في سياق التخليد الثقافيّ للاحتفاء بشهر اللغة العربية المنتظم وطنيّا هذا العام بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وقد استضافت التراتيل الشاعرين محمد الأمجد محمد المامي، ومحمد عبد الرحمن المصطفى، واستحضرت الأمسية أهمية اللغة العربية في الوجدان القوميّ ومكانتها لدى الشعراء والأدباء، كما ظلت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة.
وبدأت فعاليات النشاط مع الشاعر محمد الأمجد محمد المامي،وهو شاعر وكاتب ذو اهتمام إعلاميّ واسع، قد صدر له مؤخّرا ديوان "سبحات ذاكرة السماء" عن دائرة الثقافة بالشارقة، وجاءت إلقاءاته كلّها عن اللغة العربية، وقد ألقى نصّه الموسوم بعنوان " فيضة من جمال" :
يا فيضة من جمال نورها باق
مدى الزمان بتطريز وإشراق
يكفيك عزا بأن النور مرتسم
في وجنتيك.. وفيك المنتهى باق
وأنّ ربّك في حفظ وفي دعة
يرعاك.. يا مطعم الأفكار والساقي
فيما صعد المنصّة ثانيا الشاعر محمدعبد الرحمن ولد عبد الله السالم، من مواليد مدينة أبي تلميت وفيها تلقى تعليمه المحظري والمدرسي معا، وهو أيضا عضو مؤسّس ومسؤول عن الانتساب في نادي "عودة الأدبي" كما يعدّ حاليا مرحلة الباكلوريا من شعبة العلوم الطبيعية، صاحب اهتمام كبير بالأدب العربيّ برغم توجّهه العلميّ، يكتب القصيدة الخليلية بأغراض متعددة وأسلوب رصين، وقد ألقى عدة نصوص كان من بينها نصه الموسوم ب"التجلّي" الذي ورد فيه:
كيف الوصول إليه في تأويله
متمسكا بسبيله و وصوله
أرتاب في ثقة الزمان لأنه
تجري رياح الوهم في تضليله
ليعود في صلواته مستغرقا
أقصى كلام الروح في تأصيله
مابال أشباح تريد قداستي؟
وتظن وخز الجرح من تقبيله
وأسى على شوك المسافة قاطع
عن واصل صلة إلى موصوله
ولأن أسئلة الدماء جليلة
لا ناي يعزفني بلحن عويله
وقد ختمت الأمسية بتدخلات عديدة لشعراء ومثقفين وسط حضور طيف متباين من المثقفين والكتاب والباحثين الجامعيين وعشاق القصيدة والأدب، إذ ألقى كلّ من الشاعر الأمين الطالب محمد قصيدة عن اللغة العربية، وكذلك الباحث الجزائري الأستاذ بن علي بن زحتر كلمة عن مسار الشعر الجزائري والتطورات الحديثة، كما تحدث عن علاقة الشعر والتاريخ حيث تطرّق لشعر المقاومة الجزائريّ.
