في العشرية الماضية، صعد كثيرون بفعل تجييش المدونين والصحافة وراجت ظاهرة "التلميع" التي جنى كثيرون ثمارها في عهد ولد عبد العزيز.. فكانت العناوين المتصدرة، أن "فلان يحشد أنصاره لاستقبال الرئيس أو للتصويت لخيارات حزب الاتحاد من أجل الجمهورية".
فإذا كان بعضهم تقلدوا المناصب السامية في عهد ولد عبد العزيز بفعل التباكي وذرف دموع التماسيح والإساءة على الأكابر، فإن البعض الآخر حافظوا على مناصبهم بالتركيز على تلميع صورهم وتبييض تسييرهم من خلال تشبيك أكبر قدر ممكن من العلاقات مع "ماكنات" الدعاية السياسة..
نفس أسلوب الدعاية هذا تنتهجه جماعة "مدلّل العشرية" ولد أچاي هذه الأيام وذلك بشكل يبدو أنه منسّق وموجه ومن أجل أهداف بعيدة كل البعد من منطق الواقع؛
فكل المعطيات الآن تقول إن ولد أچي يكفيه أنه "خرج" من ملف العشرية وليس من الوارد تقلده أي وظيفة سامية وهو الذي ما يزال الشعب الموريتاني ينتظر "شهادته" في الملف هو محط اهتمام الرأي العام، وربما من المخاطرة السياسية تكليف ولد أچاي بأي منصب في الوقت الراهن، فكل الوقائع تقول إنه يجب الانتظار قليلا ولنستمع لشهادته في حق الرجل الذي جاء به من عالم آخر وجعله يصعد على خشبة أضواء السياسة.
ولابد كذلك لهذا الرجل أن يقدم دليلا مكتوبا أو منطوقا يثبت ولاءه لنظام الرئيس غزواني، فالجميع يلاحظ أن ولد أچاي لا يظهر حماسا يذكر و صفحته بالفيسبوك غير شاهدة على تأييد الرئيس الحالي مع أنها تحتفظ بالكثير من تدبيج قصائد السياسة في حق ولد عبد العزيز ونظامه.
الذي لا يعرفه المقربون من ولد أچاي، أن حملات التلميع لم تعد تنطلي على أحد وأن صنَّاع القرار لا وقت لديهم لقراءة "دردشات العابثين" ومظاهر احتقار عقول الناس بتسويق الوهم وتقديم معطيات مغلوطة يدركها من في الشارع، أحرى أولئك الذين نشأوا في دهاليز المخزن ويعرفون خفاياه!
إن تجنيد "الصحافة والمدونين" ليس حلاّ سحريا ولا طريقا سالكا للتعيين وتقلد المناصب ونيل الثقة، و هذا التجنيد ينافي ما يتم العمل على تسويقه "وهو أن كثيرين يحظون بثقة الرئيس".
ومايظهر من فلسفة تدبير الرئيس ولد الغزواني لحكمه، هو أن حملات "التلميع" آلت للزوال في عهده وأنها اليوم بمثابة التّمسك بفترات بائدة.
الصحفي : سيدي محمد صمب باي