احتجاج "المعارضة" على نتائج الانتخابات اليوم ، سخيفة و غير مقنعة و مرفوضة :
لقد قبلت المعارضة (من دون تعريف مفهوم للمعارضة) ، الدخول في هذه الانتخابات بما ادعت أنه يكفي لإصرار النظام على التزوير :(غياب جهاز البصمة ، غياب الكاميرات ، رفض احتفاظ كل حزب برقم واحد على اللوائح، عدم إشراكهم في اختيار وسائل تنفيذ الاقتراع ، فرض النسبية ، ميوعة العلاقة بين اللجنة الوطنية للانتخابات و وزارة الداخلية و تداخل صلاحياتهما …)
فكيف تقبل "المُعارضة" المشاركة في هذا المناخ و ترفض نتائجه الحتمية؟
غرابة ردود المعارضة (الأكثر محاباة أحيانا من الموالاة) ، لا تتمثل في سذاجة قبولها لما ترفض نتائجه ، لكنها تنسى أن الطرف الآخر يسكت لها عن ما هو أخطر :
- عن الخطاب الشرائحي ، العنصري ، الصارخ (بيرام) ..
- عن مصادر التمويل المشبوهة (تواصل)..
- عن التعامي عن شهادات الأهلية القانونية (جل التيارات العنصرية و على رأسهم الرباط) ..
لا أدافع عن تزوير الإنصاف و لا عن نزاهة "سيني" المُصممة منذ إنشائها على مقاس و خدمة الحزب الحاكم ، لكن ، لا أعتقد أن العودة إلى ما حدث ستكون من مصلحة أي جهة اليوم :
ما كان شيء مؤسف في كل الأحوال و من كل الأطراف ، لكن مصلحة البلد اليوم في تجاوزه و العمل من قبل كل الأطراف على محاربته في المستقبل ؛ هذا لمن تهمهم مصلحة الوطن ، أما من لا تهمهم و هم كثر و معروفون ، فيجب أن يعمل الجميع على أن لا تكون لهم كلمة في هذا البلد.
نحن الآن على أعتاب انتخابات رئاسية أهم ، و على من لهم مآخذ على ما حدث اليوم ، أن يعملوا على عدم تكرارها .
بهذا نكون تجاوزنا أزمة ليس من مصلحة البلد دخولها و عالجنا اختلالات مشينة ليس من مصلحة البلد استمرارها ، بما فيها الاختلالات المرتبطة بما نسميه اليوم معارضة من دون أن نعرف معارضة ماذا و لا معارضة من !!؟؟
- كم من جرائم ترتكب في هذا البلد باسم الديمقراطية ؟
عن أي ديمقراطية يمكن أن نتحدث حين نقبل ترشح شخص نصف أمي ، يعادي نصفي المجتمع ، لكرسي الرئاسة مثل بيرام ؟
- كم من جرائم ترتكب في هذا البلد باسم حقوق الإنسان ، حين نسمح لأشخاص حملوا السلاح ضد الوطن بتحريض إفريقي و رعاية صهيونية و حماية فرنسية ، مثل افلام ؟
- كم من جرائم ترتكب في هذا البلد باسم الدين ، حين نسمح لمن أفتوا لبيرنار ليفي و حلف الناتو و أمريكا بحلية دم أطفال و نساء العراق و سوريا و ليبيا، مثل فقهاء الإخوان المجرمين !؟
إن معارضة يترأسها الإخوان و تضم إيرا و افلام ، هي أكثر ما نحتاج محاربتها و مخالفتها و تشجيع كل وسائل مستخدمة للحد من تقدمها في أي اتجاه ، حتى لو كان التزوير الفاحش و المعلن..
هذه أكبر خدمة يمكن أن تقدمها اليوم "سيني" و الإنصاف للوطن .
و لو كانت معارضتنا الأصيلة ، المعروفة ، تبرأت من هذه العصابات المعادية للوطن لكان لنا اليوم موقف آخر . أما و قد اختارت الجلوس معها على طاولة تهديد الوطن ، فلا تنتظر منا غير "هذا ما تستحقون و أكثر" .