ملامح الصراع القادم بدأت تتشكل على استحياء و ليس من عادة الزمن المُقتَحَم أن يخبئَ المنتظر الأمثل.
الجميع اليوم (نقلا عن الجميع) ، يتساءلون بحيرة ، بأي اتجاه تدور الأمور و لصالح من و لماذا و من أين تدار هذه اللعبة ؟
- حزب الإنصاف يدعم برنامج رئيس الجمهورية و يعادي الرئيس ،
- أحزاب الأغلبية تدعم الرىيس و تعادي برنامجه ،
حزب رئاسة المعارضة يدعم رئيس الجمهورية و برنامجه من موقع المعارضة الناطحة ..
أحزاب المعارضة التقليدية ، الصادقة أصبحت أكبر كذبة و أحدث موضة أقرب إلى ارتخاء مؤخرة سراويل عمال المنازل ..
نريد أن نفهم ماذا يحدث اليوم في هذا البلد !؟
- لقد فهمنا الآن إرادة الجميع في قتل كل مظاهر الأصالة (كوتا للمرأة ، كوتا للشباب ، كوتا للشرائح ) ، كأن شيوخ هذا البلد (من غير الشرائح) ،هم رأس كل بلاء !؟
"التمييز الإيجابي" هو أكبر جريمة في حق الوطن و من يطلقون عليه صفة "الإيجابي" ، هم الأكثر سلبية..
لا يوجد تمييز إيجابي إذا لم يكن تشريعا للعنصرية المعكوسة المُستبِدة في بلدنا اليوم.!؟
- فهمنا الآن ، من خلال هذه الترشحات البلطجية ، عداء السياسة الموريتانية للفكر والثقافة و المنطق و الاستحقاق :
ماذا يفعل نادل أو ربة بيت فاشلة ، رمت بهم الأقدار في الساحة الموريتانية المجنونة ، تحت قبة برلمان بلد نصف مشكلته فشل التعليم و نصفها تزوير الشهادات؟
نريد اليوم أن نرد الابتسامة إلى وجه شعبنا العابس : من خلال حلقة أولى مع البرلمان القادم ، يتحدث فيها كل عضو عن حلول أي مشكلة في البلد حسب اختياره ، لتفهموا لماذا أقول إن بلدنا يعادي الفكر و الثقافة و المنطق و الاستحقاق.
الشيء المؤكد اليوم ، هو أن من حولوا الحياة على أرضنا إلى لغز بلا حل ، هم بلا شك ، إما في غاية الذكاء و إما في غاية الغباء و وحدها الأسابيع القادمة هي من تملك الرد على هذا الإشكال و وحدها الأشهر التي تليها هي من ستحدد هل هو مجرد إشكال أو هو تجرد مشكلة !؟
في كل الحالات ، تبدو هذه الانتخابات ملحمة غرائبية أسعفتها أسوأ الصدف بأفضل من يمثلها على خشبة مأساة البلد :
- كتائب من الجهلة غير المعنيين بأي شأن اجتماعي حتى داخل أسرهم و أي شأن سياسي حتى داخل حظائر القبيلة في ريفها المهجور ، يوزعون بشفقة مؤلمة ، صورهم الكاشفة لكل حقائقهم ، على النيت ، مستعيرين (بتصرف مخجل) عبارات ، سياسيين شابوا في أروقة الترشح ، مستسهلين الأمر إلى هذا الحد ، يَعتبرُ فيها الخامس عشر (15) منهم على أتعس لائحة ، أنه متساوي الحظ مع الأول على لائحة الإنصاف الوطنية المختلطة ، جهلا بحسابات الحظوظ..!
- كلمات أناشيد الحملات أصبحت أقرب إلى "بَتْ أظْيارْ" ، تعابير مقرفة تنم عن تخلف الشاعر و استهتار الفنان و جهل المترشح على لائحة البؤس ؛ كأننا أمام قصيدة مدح لسدوم ولد انجرتو أمام "منج أظح" أو أمام قصيدة فخر لعنترة العبسي "و سيفي كان دلال المنايا …"
- شعارات الأحزاب تحولت إلى بيئة شارحة للمسكوت عنه ثقافيا : بقرة فلان و ديك فلانة و حمار أم عمرو ..!
- صفحات المترشحات أصبحت أقرب إلى دعاية صالونات التجميل..!
- صفحات لوائح الشباب أقرب إلى عروض بورصات السيارات المستعملة ..!
- مقرات الأحزاب تزينت بعد سبات عميق ، بألوان السوبر ماركات مع استبدال صور أطفال الحفاظات بصور المترشحين (أبطال معركة التجديد)..!
اللهم إنا نستودعك موريتانيا ..
اللهم رد كيد المستهترين بمصيرها في نحر ديمقراطية لابول ..
اللهم نج بلدنا من عبث أجيال التملق و العمالة و التفرقة و الحقد و الكراهية ..