حين تضعف ارادة الشعب، وتلين عزيمته فإنه ينهار عند مواجهة أحداث الحياة ومشاكلها التي لا تكاد تنتهي.
وحين يفشل مثل هذا المواطن في تغيير موقفه من نظام كان يعول عليه الكثير ، فإنه يصاب باليأس الذي يكون بمثابة قيد ثقيل يمنع صاحبه من حرية الحركة، فيقبع في مكانه غير قادر على العمل والاجتهاد؛ لتغيير واقعه؛ بسبب سيطرة اليأس على نفسه، وتشاؤمه من كل ما هو قادم،
المواطن اليوم لايري في الحكومة وأعضائها وممثليها من یمثله فعلاً ويتحدث بصوته ووجعه
لتضعف و تنعدم الثقة وتخيب آماله في الطريقة التي تعمل بها المؤسسات الحكومية وما تقدمه إليه
مما أدى إلى الإحباط واللامبالاة وسيادة شريعة الغاب و قانون المصالح وما ينجم عن ذلك من ظهور لفئات تعتاش على التملق والنفاق والخنوع لسلطة الفرد والفئه
ان عدم المساءلة والمحاسبة نتيجة سوء الأداء و الفساد وما يتبع ذلك هو ترسيخ لمقومات الخلل الاجتماعي وعدم الاستقرار وعدم الشعور بالأمان وبالتالي تزعزع مفهوم المواطنة.
مما يخلق فقدنا اللأمل تقريبا و اليأس والإحباط لنا في كل حيثيات الحياة، وهو نجاح لمافيا النهب والفساد في تثبيط مسار تنميةهذاالبلد المطحون .
ولان العلاقة بين الشعب والحكومة
تبني علي أساساً خطواتها في عملها وهذه العلاقة تعتمد كلياً على ثقة الشعب بحكومته وتبنى هذه الثقة من خلال الأفعال لا الأقوال فالمواطن حتى يؤمن بقانون ما ليطبقه ويحترمه لابد له أن يرى هذا القانون محترماً من قبل المسؤول أولاً وإلا فإنه لن يحترمه.
احترام القوانين التي تضعها الحكومات تعتمد على ثقة الشعب بتلك الحكومة، فإن كان الشعب ينظر لحكومته على أنها تستهدفه في مشاريعها، وتراعي حقوقه
وهو ما انعدم خلال هذه السنوات بسبب مجموعة من المعطيات منها الفساد المتفاقم بشكل كبير مما أعدم الثقة عند المواطن وبذلك خسرت الحكومة أهم عامل يساعدها في التعاطي مع مواطنيها كذلك المشاريع التي تطرحها والتي يعبث بها ثلة من المفسدين من أجل تكديس ثروات لحساباتهم الشخصية مما ولد شعور عدم الطمأنينة للمواطن في مستقبل افضل وفقدان أمل في اي تغيير
وهو يرى الفاسدين وعرابي الخصخصة ووزراء لا يملكون الشعبية ولا الشرعية بالمناصب خارج السجون ويرى القلق المزمن في عيون الصغار والكبار على حال البلد بتلك الفوضى التي نعيشها
ويري هيبة الدولة يدوس عليها الوزراء العجز الاقتصادي الحكومي والعجز الشرائي للمواطن والظرائب المبتكرة ليلاً لكي يدفع المواطن فواتير الحكومات الفاشلة نهاراً .
ولكن مهما حاولتم قتل الأمل فنا عبثا تحاولون لأن الشعب وإن فقد الأمل، فإنه لن يترك البحث عنه والتمسك به
فهذا الشعب متطلع بشغف إلى إنجاز أو انتصار ولو حتى في لعبة كرة قدم... ونيل أي مكسب ولو معنوي، يمنحه الأمل الضروري للاستمرار.
لان الأمل هو كل مابقي لهذا الشعب ،
رغم كثرة المحن والابتلاءات والمصائب، وما أكثر ما حلّ بهذا البلد منها خلال الاربع سنوات الأخيرة.
شيخنا سيد محمد