الانتخابات النيابية و البلدية شديدة المحلية و التعقيد بطبعها . و وقوعها في ظرف شديد الاستثنائية و الاضطراب كما هي الحال في بلدنا الآن ، يزيدها تعقيدا بل يحولها إلى ألغاز مشفرة على خارطة ملغومة بلا معالم ..
لقد بدت ترشيحات الحزب الحاكم بلا خيط ناظم و لا توجهات مفهومة . و يعتقد الجميع اليوم أنه (الحزب الحاكم) ، سيكون حتما أكبر خاسر في هذه الانتخابات ، بيد أن الواقع يكشر عن حسابات دقيقة ، خارجة عن المألوف ، تؤكد اكتساح الأغلبية لكراسي النيابات و البلديات و الجهات في مخطط محكم من عبقرية الحزب الحاكم حتى لو كان على حساب لوائحه و سمعته (و هذه هي مهمة الحزب الحاكم) : الحصول على النتيجة المطلوبة و إشراك أحزاب الأغلبية.
كانت عملية فك الاشتباك التي رسمها "الإنصاف" بالغة التعقيد و الخطورة و كان لا بد أن تكون خطورتها على حساب أغلبية الرئيس أو تكون على حساب "حزب الدولة"، فاختار الأخير أن تكون على حساب ترشيحاته بالغة السوء و الدهاء ..
كل المؤشرات تؤكد الآن (عكس ما توقعناه جميعا) ، أن الرئيس غزواني سيحظى بأغلبية طاحنة و الأهم و أدهى من ذلك هو أنها ستكون أغلبية وفية للنظام و مضمونة الانتماء و هذه النتيجة هي سر كل الألاعيب غير المفهومة التي انتهجها الحزب بدهاء ماكر لسد الطريق أمام فوز من لا يضمن وفاءهم من داخل الحزب.
برافو للإنصاف على هذه العملية الجراحية الناجحة رغم تعقيدها و على هذه التضحية الكبيرة التي حرمت كل متسللي عزيز من الوصول إلى أهدافهم التخريبية عن طريق ولائهم الزائف للحزب و النظام.