لتعذرنا السيدة سندريللا / سيدي علي بلعمش

19. فبراير 2023 - 10:22

يبدو أن السيدة المحترمة سندريللا مرهج لا تستطيع الخروج من فضاء الشكليات .
و العلاقة بين المرأة و الشكل قديمة قدمَ الألوان : دفوع شكلية ، احتجاجات شكلية ، الاهتمام بتجهيزات شكلية : أضواء القاعة و جوها الرومانسي (سخرية) و صراعها مع القلم و حنينها إلى حميمية الآيباد و مكتبة النصوص القانونية المحمولة (…).

لو صبَّت السيدة سندريللا ربع اهتمامها بالشكليات ، بهذا النص المهلهل لربما وجدنا أنفسنا أمام تحفة من روائع ما أنتج العقل البشري .

و تُوغِل السيدة سندريللا في الشكلية بكل أشكالها و إشكالاتها حين تقول : "حزنت من المشهدية . نحن في محاكمة يعتبرها البعض "تاريخية" و "سابقة" في مكافحة الفساد ، و يدعي خصومنا أنها تعتمد على الأسس "العالمية" لتبرير ملاحقة و اتهام و محاكمة رئيس جمهورية سابق أمام محكمة خاصة عادية درجة أولى…"

السيدة سندريللا ، ماذا عن "البعض" الذي يعتبرها محاكمة جد عادية لسارق ، لا يهمنا من كان ، أمام محكمة عادية لا يهمها من يكون؟

أطلبي سيدتي ، مقابلة السجين إيريك والتير (في سجن دار النعيم) لتعرفي من كان رئيسك السابق ..

أطلبي ملف "أطويله" لتفهمي من كان عزيز الذي لا تعرفينه ..

أطلبي ملف مصنع تركيب الطائرات الصغيرة لتدركي بنفسك عن أي رئيس سابق تتحدثين..

بحديثك قبل أيام ، عن الحاكم العربي (مصدر أموال موكلك) ، أدخلت عزيز ورطة لا مخرج منها ، فهل تأتين اليوم بهذه الاستفزازات لتنسينا رداءة أداء فريقك بقيادة من لا نعرف أصلا كيف دخل المحاماة؟

سيدتي الطيبة ، هذه ليست محاكمة تاريخية لأن اللصوص لا يدخلون التاريخ و لا هي جلسات ترفيهية على خشبة برنامج "عرب آيدول" لتقييم أداء فرقة مسرح بدائية تبحث عن الانتصار بالهروب من المواجهة و عن مخرج قانوني (لا يمكن أن يتجسد في غير فكرة)، في مجلدات غوغل الغبية.

كان على صدمتنا نحن سيدتي ، أن تكون أكبر في "عصر ثورة التكنولوجيا" ، أن نرى فريق محامين يحدد خطة دفاعه موكله ، لا سيما إذا كان الأخير (عزيز) ، يجهل القانون أكثر من أشدو و يعتبر "هدايا "حاكم عربي" مخرجا قانونيا مثل السيدة سندريللا ..

المحير أكثر في العام 2023 ، يا سيدتي، هو أن نرى محامية على خشبة الدفاع ، تنقطع من اختصاصها إذا تعطل الآيباد أو لم يكن لأي سبب آخر..

لا تتحرجي سيدتي من قصة الشتم و لا تبحثي عن اسم لها ؛ تذكري (من دون أن أنكر غلظة البدو و سلاطة ألسنهم) ، أنك تدافعين عن من نهب بلدنا و أذل شعبنا و دمر وحدتنا و أهان كرامنا و حكَّمَ عصابات الحرابة في مصير بلدنا ، فماذا يمكن أن تنتظري منا و أنت تصفينه بما تعجز كلماتنا مثلك تماما ، أن تجد له مصطلحا حتى غير علمي؟

تابعونا