الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين
قال تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} (الأحزاب: 23).
رحل الإمام المتفرد وعلامة الأمة ورائد الفكر الدكتور محمد المختار ولد اباه "بابه علما"، بعد قرنٍ حافل بخدمة الدين الإسلامي ونشر العلم. رحل من شغل الناس بعلمه وفقهه واجتهاده، إذ حاز علما و فكرا وعملاً وسلوكاً، رحل بعد أن نهلت وتربت على كتبه وأقواله أجيال وأجيال، وترك إرثاً فكرياً وفقهياً سيظل مرجعاً على مرّ الأزمان، وملأت سيرته العطرة في العلم والأخلاق الآفاق.
لقد كانت الألفة بيني وبين الفقيد رحمه الله من دوافع السعادة، في لقاءاته البهيجة وأحاديثه العذبة التى كان اخرها قبل أسابيع مضت (الصورة).لذالك فاضت العين بالدمع وحزن القلب و نحن فى الطريق الى قرية النباغية فى موكب مهيب بحضرة الشيخ العلامة اباه ولد عبدالله مرافقين لجنازة بابه الذى تعجز الكلمات وتضيق الصفحات عن تعداد مآثره وبصماته ومشروعاته الفكرية والدعوية والإنسانية والتربوية التي ساهم بها في طريق العلم والدعوة وخدمة الإسلام في كل مكان في هذا العالم من تاسيس مدرسة تكوين المعلمين و المدرسة الوطنية لتكوين الاساتذة و صولا الى جامعة شنقيط و دوره المحورى فى تأسيس اليونسكو و كثيرا من المنظمات الثقافية و العلمية فى جميع انحاء العالم الاسلامى الى ترجمة القران الكريم و تفسيره باللغة الفرنسية.
أعزي أسرة المرحوم آل اباه اسرة العلم والأدب والولاية والصلاح ومحبيهم وتلامذتهم ومريديهم وأصدقائهم، كما اعزى المجتمع الموريتاني كافة ، أعزي اهل العلم والعاملين في خدمة الإسلام جميعاً وأمتنا الإسلاميّة جمعاء بهذا المصاب الجلل، وأتضرع إلى الله تعالى أن يتقبّل شيخنا بقبول حسن، وأن يرزقه الفردوس الأعلى برفقة النبيين والصديقين والشهداء والصّالحين، وأن يربط على قلوب أهله وأحبابه، وأن يعوّض المسلمين وأهله بفقده خيراً، وإنا لله وإنا إليه راجعون.