#بيرام_اعبيد.. "زيدان" المَخزن الجَشع!
بعد انقضاء الخمسية الثانية لعشرية الرئيس السابق، واستهلاك نظام "عزيز" للشعارات الجوفاء التي رفعها لتبرير دهس الديمقراطية في البلد، ظهر جليا ضعف الجناح السياسي وترهل إعلامه في وجه جبهة معارضة قوية تمتلك هالة إعلامية متطورة شكلت تحالفا بين إعلام الإخوان وجناح رجل الأعمال القوي محمد ولد بوعماتو.
لم يمتلك النظام وقتها أقلاما ذات قيمة قادرة على المواجهة فعمد إلى النزول للساحة بأسماء مستعارة وبمقالات معنونة من طرف ببغاواة ومدونين مغمورين فيما عرف لاحقا بتمييع الحقل الصحفي وإغراق الساحة بأدعياء ومخبرين لتمكينهم من التأثير على الرأي العام في وسائط التواصل الإجتماعي.
في الجانب الآخر كان لابدّ من تجنيد مهرجين وشذاذ تسند لهم مهمة انتقاد رموز المعارضة بعبارات ساقطة وباسلوب أكثر حدة لتشويه سمعتهم في المناسبات والتجمعات السياسية قبل أن يكتشف جنودها لاحقاً أن ابتزاز المسؤولين خلال الزيارات وخرجات الرئيس المختلفة أكثر دخلا لينقلب السحر على الساحر ليتسبب ذلك الرّهط في إحراج النظام وابرز معاونيه..
انتشرت مهنة "الزيدنة" سريعا بين صفوف الشباب والنساء وحولت بعضهم إلى مشاهير وأصبح لكل منطقة زيدانها وباتت محاربة الظاهرة من سابع المستحيلات، رغم محاولة الرئيس غزواني إبعاد تلك المشاهد عن النشاطات الرسمية لكنها لم تغب عن المناسبات السياسية بل اكتسحت المناسبات الإجتماعية وعكّرت صفوها.
لم يكن النائب البرلماني والحقوقي السابق بيرام الداه اعبيد إلاّ أحد ممتهني الزيدنة لكن على استحياء، وبلبوس أختاره له المخزن أيام كان يدور في فلكه، غير أن شجعه المفرِط ادخله في مأزق منذ أن حاول التمرّد على رجل الأعمال بوعماتو بعد ظنّونه أن بإلامكان احتواء ساكن القصر الجديد، وخرج بتصريحات وبمواقف موغلة في الأنانية أثبتت فشله السياسي وقراءته الخاطئة للمتغيرات، فخسر رموز "إيرا" قبل أن يصبح أضحوكة للشعب الموريتاني بتصريحاته المتناقضة وخرجاته غير الموقفة.
ليس بيرام الحقوقي ولا بيرام السياسي سوى نسخة سيئة من "الزيدنة" المبنية على ركوب الأمواج والبحث عن المصالح الضيقة وإذا ما نقصت المؤن جن جنونه واصبح في كامل الاستعداد والجاهزية للتلوّن والتحالف مع الشيطان لتحقيق مآرب شخصية لاتخدم حقّ مواطن ولا تجلب للبلد غير التأزيم والغليان.
الكاتب الصحفي : سيدي محمد صمب باي