يجمع معظم أصحاب الاختصاص في العلوم السياسية على أن الحزب السياسي هو تنظيم قانوني هدفه الوصول إلى السلطة في الأنظمة الديموقراطية، وممارسة الحكم بعد الفوز، وفق برنامج سياسي واجتماعي واقتصادي الهدف منه نيل ثقة الشعب.
وتناط بالهيئات القيادية للحزب مسؤولية وضع الرؤى و الأهداف الاستراتيجية للفوز بالانتخابات بمستوياتها المختلفة سواءً المحلية أم البرلمانية أم الرئاسية و ذلك من خلال التنسيق المحكم بين جميع المواطنين أو المجموعات و التنظيمات السياسية المختلفة أو هيئات المجتمع المدني التي تتبني رؤيته و بين نظام الحكم وأدوات الدولة المختلفة.
و إذا سلمنا جدلًا بجدوائية هذا الطرح و بأهميته في سياق السباق الانتخابي المزمع تنظيمه في بلادنا خلال الأشهر القادمة على مستوى الاستحقاقات البلدية و التشريعية، فإننا نلفت الإنتباه إلي ما يلي:
- ضرورة أن يقوم حزبنا "حزب الإنصاف" بتنظيم نشاطات توعية و تثقيف للناخبين على امتداد التراب الوطني حول مزايا النظام السياسي القائم والإنجازات التي تحققت في ظل قيادة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
- القيام بجهد استقصائي حول طبيعة المشاكل المطروحة بالنسبة للساكنة في جميع الدوائر الإنتخابية وتقديمها للهيئات الحكومية المعنية بحلها،
- وضع معايير صارمة وموضوعية لاختيار المرشحين للمناصب الانتخابية، تأخذ بعين الإعتبار مقبولية المترشح في الأوساط الاجتماعية على مستوى الدائرة الإنتخابية ومؤهلاته في الإسهام في تنميتها،
- تبني استراتيجية إعلامية متعددة الوسائط تستهدف تعبئة الرأي العام حول مشروع رئيس الجمهورية لبناء دولة موريتانية عصرية و موحدة يسود فيها العدل و الإخاء و الإنصاف، و القيام بالدعاية المطلوبة لمرشحي الحزب في مختلف الدوائر.
ورغم ثقتنا الكبيرة في الأخ رئيس الحزب معالي الوزير ماء العينين ولد آييه الذي نشهد له بالجدية و الكفاءة، فإننا ندرك أن تحقيق هذه الأهداف لا يمكن أن يتم إلا في إطار من الانسجام التام والانضباط الحزبي بين المناضلين والقيادة الحزبية وتغليب المصلحة العامة على المصالح الضيقة.
فالانضباط الحزبي هو الضمان الوحيد لحسم المعركة وتمكين رئيس الجمهورية من الحصول على الأغلبية البرلمانية المطلوبة لتنفيذ تعهداته، وهذا هو الرهان الذي نسعي لتحقيقه جميعًا.
"وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم" صدق الله العظيم
بقلم محمد الراظي صدفن