العروس”.. برتغالية حبلى من أرامل داعش في مواجهة القضاء

11. نوفمبر 2022 - 7:29

عبر أنقاض مدينة الموصل العراقية المدمرة تمر سيارة القوة الأمنية العراقية التي تنقل بطلة فيلم “العروس” (2022) “بابرا” البرتغالية الأصل إلى سجنها العراقي الجديد، ولا ريب أن المدينة بدت من داخل سيارة الشرطة العراقية مختلفة كثيرا عن تلك التي دخلتها الفتاة قبل سنوات، فالدمار في كل مكان الآن، ومعظم سكان الحاضرة العراقية هجروها إلى وجهات مختلفة.

وإذا كان مشهد نقل البطلة للسجن في الفيلم يُشبه مشاهد النهايات في أفلام سابقة تُقارب التحاق فتيات أوروبيات بتنظيم داعش، فإنه يأتي هنا كافتتاحية للفيلم، وليُمهّد بذلك لعمل مختلف في جهة تناوله مآلات الحدث العاصف الذي مثّله صعود تنظيم داعش، وبعدها الخراب الذي تركه وراءه، وتبعاته على الذين آمنوا بالتنظيم وقاتلوا تحت راياته.

عُرض فيلم “العروس” (A Noiva) في مهرجان البندقية السينمائي (2022)، وهو من إخراج “سيرجيو تريفوت”، وتخلو افتتاحيته من الحوار، وفي الحقيقة يطبع الفيلمَ كله السكون، وتندر فيه الحوارات الطويلة، ويبدو في أحيان كثيرة كرحلة تأملية تحتاجها شخصيته الرئيسية، لاستعادة ذاتها بعد الزلزال الذي شهدت على بعض وقائعه، وما زالت عالقة في آثاره، وليس من المعروف أبدا كيفية الفكاك منه.

“هل تريدين أن تُشاهدي إعدام زوجك؟”
يسأل الضابط العراقي الذي لا نراه على الشاشة، لكننا نسمع صوته فقط الفتاة البرتغالية قائلا: هل تريدين أن تُشاهدي إعدام زوجك؟ فترد عليه بالعربية بأنها تريد أن تبقى وتشاهد كل شيء.

لن يطول انتظار “بابرا”، إذ ستبدأ عمليات الإعدام سريعا، والكاميرا لن تفارق وجهها الذي كان يغطيه النقاب، ولا يظهر منه إلا عيناها الزرقاء الواسعة. يطول مشهد الإعدام ونسمع في خلفيته صوتا عراقيا يذكر أسماء، ثم تعقبه طلقات صوتها مدوٍّ تنتهي بأجساد المدانين.

وعندما ينطق الضابط العراقي اسم زوج “بابرا” يتبعه صوت الطلقة، فتلمع عيناها كثيرا، وتشرد في عالمها الخاص الذي انهار جزء جديد منه مع إعدام زوجها الفرنسي، بيد أن زوجها الفرنسي هو الثاني لها مع الذين كانوا يقاتلون مع داعش، إذ قتل زوجها الأول الذي تركت بلدها الأوروبي من أجله في معارك سابقة لداعش مع قوات عراقية، وقد أنجبت منه ولدين، وهي حامل الآن من زوجها الثاني.

تابعونا