انطلقت صباح اليوم فعاليات الملتقى التاسع لمنتدى أبو ظبي للسلم تحت عنوان: عولمة الحرب وعالمية السلام؛ المقتضيات والشراكات، وقد تميزت الجلسة الافتتاحية بالكلمة التأطيرية القيمة لرئيس منتدى أبو ظبي للسلم فضيلة العلامة المجدد الشيخ عبد الله ولد بيه؛ بما اشتملت عليه من تأصيل علمي دقيق، وتنظير فكري عميق لمقاربة المنتدى فى نشر قيم السلم والتسامح عبر تأصيل وتوصيل مفاهيم السلم فى المجتمعات الإنسانية، ودحض وتفنيد دعاوى التطرف والعنف والكراهية.
والشيخ عبد الله داعية أمن ووئام وباحث عن العافية والسلام.. عارف بالماضي.. فاعل في الحاضر.. مستشرف للمستقبل، بحر غمر ومعين ثر ينهل منه رواد العلم وطلاب الحق لفهم أسئلة الفكر وإشكالات العصر.. وحق لنا أن نفخر به، فهو اليوم حامل مشعل السفارة العلمية الشنقيطية، مجسدا ومجددا روحها وعطاءها، رافعا لوائها فى حواضر الشرق والغرب؛ عالما معلما.. ناصحا صادحا بقيم العلم والحلم والسلم، يقود مشروعا فكريا حضاريا.. امتزجت فيه الأصالة بالمعاصرة والتراث بالحداثة، واقترن الفقه بالفكر، واجتمع التأصيل بالتحليل والرؤية المقاصدية الثاقبة؛ متجسدة في غزارة عطائه وعمق حضوره وصدق إسهامه فى التأسيس لكينونة حضارية إنسانية معاصرة؛ قائمة على مبادئ السلم والعدل والتعايش والتسامح والتصالح، لقد جمع من الخصال والخلال ما لم يجتمع لعلماء دهره وأئمة عصره.. فهو قامة علمية سامقة ومنارة فكرية شامخة.. تمزج بين المرجعية التراثية النصية الأصيلة والرؤية العقلانية الحداثية المستنيرة الرصينة.
إن عصرنا الراهن لا يزال فى حاجة ماسة وضرورة حاقة إلى قبس من نور علمه الغزير وضياء فكره المستنير، لنذكر الغافل وندفع الصائل ونصون القيم ونحفظ الأمم، أطال الله عمره وأدام اللقاء بيننا وبينه أعواما قابلة وعقودا قادمة، لنحضر ندواته ونتعطر بمجالسه، وهي دائما تنضح رحيق علم وتفيض أريج فهم وتفوح عبق حكم.
إن منتدى أبو ظبي للسلم صرح فكري معرفي حضاري عالمي، يمتاز بألق مشهده وثراء وتنوع حضوره وعمق طرحه وتناوله للقضايا والمشاغل الجوهرية التى تواجه عالمنا المعاصر، وهو يمد جسور التواصل ويخلق مساحات التلاقي بين النخب الدينية والفكرية في جميع أنحاء المعمورة.. من علماء وخبراء وباحثين ومفكرين وقادة رأي وصناع قرار، من أجل التمكين لقيم السلم والتعايش والتسامح والتصالح وتنمية الإرث البشري المشترك؛ بعيدا عن خطابات التحريض ولغة الاستقطاب وأساليب الاقتتال والاحتراب.
وللمنتدى رصيد باذخ من المؤتمرات والملتقيات والندوات التى نظمها منذو تأسيسه عام 2014 تناولت مواضيع هامة من بينها:
- أولوية السلم: ترشيد وتصحيح المفاهيم
- الدين والدولة الوطنية
- السلم العالمي والخوف من الإسلام
- حلف الفضول: فرصة للسلم العالمي
- قيم عالم مابعد كورونا: التضامن وروح ركاب السفينة
- المواطنة الشاملة: من الوجود المشترك إلى الوجدان المتشارك
واليوم يخصص ملتقاه التاسع لتعميق البحث فى مشغل كوني كلي محوري: عولمة الحرب وعالمية السلام، وهي صياغة فى غاية الروعة والدقة، فالعولمة التى وردت مقترنة بالحرب فعل سلبي مفعم بدلالات الكيدية ونية القصد وسبق الإصرار على إشعال الحرائق وإشاعة الفتن، أما العالمية المرتبطة بالسلام فتحيل إلى العفوية والتلقائية والفطرة السليمة وقيم الرحمة والعدل والتعايش بين الحضارات والمجتمعات البشرية، وفى هذا السياق وتعميقا لذلك الطرح وتجسيدا لألق هذا الصرح الفكري الكبير تتواصل فعاليات هذا الملتقى العلمي الثري طيلة ثلاثة أيام حافلة بالمحاضرات والندوات والنقاشات؛ سبيلا إلى صياغة المقاربات وبلورة التوصيات لتعزيز وتمكين قيم السلم، ومواجهة "عولمة الحرب" بعالمية السلام.