تابعتُ زوبعة الغمز واللمز التي أثارها استدعائي لرئاسة مجلس إدارة "معادن"، أسأل الله لي ولكم الحفظ وطول العمر على الطاعة والدين.
ومن باب التذكير فقط،
اتركوا "الأعمار" لله، وانشغلوا ب"الإعمار".
رُب شيخ ضعيف في هيئته وجسمه وما زال يحتفظ بروح الشباب وهمّته؛ ورب شاب قوي في هيكله وجسمه شيخٌ ضعيف في فكره و روحه وهمته. الشباب عبارة عن فكر وثقافة وهمة وطموح، وغالبا ما يكون الشاب مفتونا بالرومانسية الثورية والمثالية والحماس والاندفاع. يحلم بالفضائل والشهامة والحرية والعدالة والبناء. يجري وراء "قيم مفقودة"، ويبحث عن الوصول إليها بالفكر والممارسة والنضال.
وعندما تغيب "الرومانسية"، وتختفي الأحلام والأوهامُ الجميلة والآمال والتطلعات الكبيرة، ويسقط الإنسان في البحث عن الماديات والملذات الحسية.. يغيبُ "الشباب" حتما بصرف النظر عن المستوى العمري!
نحن اليوم بحاجة إلى مقالات و تدوينات وأفكار تستنهض هِمم الشباب وتفتح له آفاقا جديدة حتى يجد لنفسه معارك جديدة ومراجع جديدة وأيقونات جديدة. ولا أعتقد أن معركة "الأعمار" سوف تفيده في معركة "الإعمار". ولا أظن أن مطاردة البقية القليلة المتبقية من كبار السن في الدولة - لا لشيء يتعلق بالنظم القانونية والادارية ومعايير الكفاءة والسلوك وحسن الأداء - هي الطريق الأمثل لتحرير الشباب وتجاوز مآسي الوطن. اتركوا الأعمار، وانشغلوا بالإعمار!
كل الأجيال للوطن!