تتعدد الوزارات وضمن مجالها تحاول كل وزارة بذل جهودها من أجل الوفاء بتعهدات فخامة رئيس الجمهورية ، تنجح وزارة وتخفق اخرى ثم تعيد الكرة في مسعى لمواكبة التحديات واكراهات الهشاشة في هيكلة المنظومة الإدارية الموروثة ؛
بشكل عام النجاح هنا يحسب بالعموم ويتجمّل به البعض ممن تربطه بصناّعه صلة القرابة الوظيفية والانتماء الوزاري ؛
نجاح ماكان لولا أولائك الجنود المجهولون الذين يعملون في صمت وفق تكليفاتهم بإخلاص ومثابرة جسد واحد وخلية واحدة -وجهود التحسيس والتثقيف الصحي المواكبة للأسبوع الوطني للتلقيح ضد كوفيد 19 ابسط مثال على ذلك ،!!!
طلبنا من إدارتهم تصريحا حول (الجندي المجهول)فاكتفوا بالقول : رسائل التشجيع والتهنئة تصلنا كل يوم من الوزير ومدير الصحة ونرجوا ان نكون عند حسن ظنهم ولا حق لنا عند المواطن لأننا مكلفون بخدمته وتطبيق سياسة الوزارة .
ولأن الوعي بضرورة الإنصاف أصبح واقعا فرضته سياسة معالي وزير الصحة منذ أول يوم قدِم فيه إلى الوزارة فقد بات المتابع لجديدها يتأكد يوم بعد يوم عمق الرسالة التي يحملها إلى القطاع وما تمثله من ترجمة صريحة للهدف الذي تم تكليفه لأجل تحقيقه ، رسالة تقوم على قاعدتين في عالم القيادة والإدارة أولاهما : ان الوزير شخص قيادي له باع واسع بالتسيير الإداري والمالي يستعين بالمستشارين والإختصاصيين من أهل قطاعة الوزاري الذي يديره يكلفهم ويديرهم بما يضمن تحقيق الأهداف والخطوط المرسومة المواكبة لتطلعات البرنامج الحكومي .
والقاعدة الثانية ان سياسة (فرق تسد )وسياسة ( اللوبيات )هي اخطر سياسة على القطاع الوزاري الواحد حيث ان الخدمة العمومية نتاج لتضافر جهود مجتمعة لابد لنجاحها من الإنسجام والتنافس على السبق من التشجيع والتحفيز والإمتنان من طرف الوزير والذي يسَع الجميع ويفيض .
قاعدتين استطاع الرجل من خلالهما كسب ثقة المواطنين وبتجربته وخبرته في التسيير الإداري والتواصل مع الإعلام والمجتمع تمكن من استقطاب جمهور كبير من النخبة إلى مشهد المصالحة والتهدئة وتواصل وفسحة امل لدى المواطن البسيط في حصوله على خدمات صحية مناسبة تليق به في جو من الود والتفاني والسهر على بث الثقافة والتوعية الصحية من أجل مجتمع سليم معافى .
فهل سينجح الوزير ول داهي الآن بحربه الاستباقية عبر التلقيح في غفلة من الفيروس المستجد في أن يصنع جبهة متقدمة أمام موجات كوفيد المقبلة؟
الإعلامي عثمان اسويدحمد