جاءت ردود الأفعال إيجابية، لاختيار الرئيس التونسي قيس سعيد سيدة لرئاسة الحكومة للمرة الأولى في تاريخ البلاد، فيما يُنتظر من الحكومة المقبلة أن تعلن عن نفسها في أقرب وقت لتولي حزمة من "المهام العاجلة".
وكلف الرئيس التونسي نجلاء بودن، الأستاذة الجامعية، بتشكيل الحكومة المرتقبة في البلاد منذ نحو شهرين، وقال بيان صدر عن مؤسسة الرئاسة إن الإعلان عن الوزراء سيتم في أقرب وقت.
وكان مسؤول من اتحاد الشغل التونسي من الأوائل الذين أبدو "ارتياحا" لتعيين نجلاء بودن رمضان لرئاسة الحكومة الجديدة.
وقال المكلف بالإعلام باتحاد الشغل التونسي، غسان كسيبي: "ارتياح لاختيار امرأة كرئيسة حكومة ولكن الخيارات هي التي تحدد طبيعة المرحلة المقبلة".
كما عبّر سمير الشفي، الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل، عن ارتياح المنظمة ''لتكليف شخصية بتشكيل حكومة، وهو ما يعدّ مؤشرا إيجابيا في حد ذاته'' وفق تعبيره.
وتابع الشفي خلال مداخلته في برنامج ميدي شو الأربعاء: ''كما نسجل بارتياح تكليف رئيسة حكومة امرأة.. في ذلك رسالة قوية جدا للمرأة التونسية في أن تتحمل مسؤولية على رأس الدولة''.
ومن ناحيته أكد رئيس حزب المسار، فوزي الشرفي، اعتزاز حزبه بتكليف امرأة بقيادة الحكومة الجديدة في تونس، وهي سابقة في تونس وفي العالم العربي وفق تعبيره.
وبين الشرفي أن هذه الخطوة التي أقرها رئيس الجمهورية تمثل نقطة إيجابية في مجال تكريس حقوق المرأة، وتفعيل الدور الريادي لتونس في الدفاع عن حقوق المرأة واستثمار كفاءاتها.
وعبر الشرفي عن أمله في نجاح رئيسة الحكومة المكلفة نجلاء بودن رمضان في قيادة الحكومة في هذا الظرف الصعب الذي تمر به البلاد اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.
ودعا أمين عام حزب المسار إلى أن تكون حكومة بودن حكومة إنقاذ تشكل من كفاءات قادرة على إنقاذ البلاد وتمكينها من تجاوز المشاكل التي تعيشها.
شخص صادق
وفي حديثها لـ"ـسكاي نيوز عربية" تشير الباحثة التونسية رباب علوي إلى أن اختيار نجلاء بودن يعتبر اختيارا استراتيجيا لسببين، "السبب الأول يتمثل في رمزية التعيين، فلأول مرة تترأس امرأة الحكومة التونسية، بينما السبب الثاني يكمن في خلفية نجلاء بودن الخالية من السياسة، فطيلة العشر سنوات الأخيرة سئم التونسيون الساسة و الأحزاب السياسية، التي لم تنجح في إخراج تونس من أزمتها الاقتصادية و الاجتماعية بل تفاقمت البطالة و عم الفقر وانتشر الفساد، ومن خلال تعيين امرأة أكاديمية يسعى الرئيس قيس سعيد إلى امتصاص غضب الشارع التونسي".
وتتابع الباحثة التونسية: "تستجيب رئيسة الحكومة الجديدة إلى الشروط التي وضعها الرئيس من حيث الكفاءة والخلو من شبهات الفساد، وربما يعود تعيين امرأة إلى الرغبة في الخروج من حالة الصدمة التي عاشها الرئيس بعد تعيينه لرئيس الحكومة هشام المشيشي والذي تحالف مع حركة النهضة وحزب قلب تونس ضده"، لطالما تحدث الرئيس التونسي عن هذه " الصدمة" ووعد بتعيين شخص "صادق يستجيب لتطلعات الشعب التونسي "لذلك سيكون من الصعب على حركة النهضة استقطاب رئيسة الحكومة الجديدة نظرا لقربها من الرئيس وبعدها عن عالم السياسة