ان واقع المجتمع المدني بازويرات يرثى له. لقد ترك نهبا للجهلة وقليلي الحظ من التعليم والخبرة والمتزلفين المطبلين النفعيين فأنى له أن ينهض بدوره المنظور وهو أن يشكل رافعة تنموية تدعم دور المصالح الغير ممركزة للدولة وتكملها بل تنافسها وتأطرها بحسب حظوة تشكلته من أصحاب القدرات والكفاءات العالية. لقد تأخر عن هذا الفضاء عزيزي النفوس الذين تزكمهم رائحة النتن المنبعثة من التملق وبيع الضمير وإيثار الحياة الدنيا على الآخرة. إن الأصوات الفاجرة والمتفلتة التي تفشو في هذه المجاميع وأجواء الإنحياز وسيادة المعايير المزدوجة والترشيح على معيار التزلف والقرب الزبوني من الإدارة وغياب أي ميزان معتبر أو معيار ضابط أزهد فيها وأبعد عن المشاركة فيها كل من فيه بقية خير أو إخلاص أو له قدرة على التغيير وإحداث فارق مع الصفرية ولزوم الحضيض.
إن مخرجاتها تظل هي نفس المخرجات التي لم تزل منذ تردى كل شيء في ربوعنا، وعزائي لكم أيها المغبونين أنكم لم تتحملوا المسؤولية في جو كهذا، تَعْرِفُ (من العرف وهو الرائحة) فيه الرذيلة والفساد وتسوده الخيانة وموت الضمير
أحمد فال بن الشيباني