ولد لأسرة بسيطة، وأصيب بإعاقة حرمته من التعليم، إلا أن عزيمته نجحت في قيادته لقهر المستحيل والحصول على الماجستير والدكتوراة بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف.
إنها قصة محمد الكيلاني البالغ من العمر (49 عاما)، الذي يعد نموذجا مبهرا لتحدي المصاعب وتحقيق النجاح في شمال الصعيد.
يقول محمد الكيلاني لموقع "سكاي نيوز عربية" إنه ولد في محافظة الفيوم، جنوب القاهرة، لأسرة بسيطة مكونة من 8 أفراد، وكان ترتيبه الثالث فيهم، بينما كان يعمل والده مكوجي مهنة كي الملابس,
وأصيب الكيلاني بمرض شلل الأطفال في عمر سنة ونصف السنة، وهو ما دفع أهله لعدم إلحاقه بالمدارس خوفا عليه من تعرضه لأي هزة نفسية أو تنمر.
مصاعب جمة
"بدأت منذ نعومة أظافري البحث عن عمل خاص، لكني لم أستطع العمل في مهنة والدي بسبب ظروفي الصحية، ثم بدأت أعمل في مهنة الترزي (الخياط) ولم أفلح فيها أيضا، ثم بدأت في العشرينات من العمر البحث عن مهنة أخرى مثل توزيع مواد على البقالة باستخدام الكرسي المتحرك، ثم اتجهت لبيع اللب والتسالي خاصة مع ظروفي الصحية وعدم حملي شهادة تعليمية". هكذا يصف الكيلاني بداية حياته وما واجهها فيها من مصاعب.
تعلم القراءة والكتابة
لكن هذه الظروف الصعبة لم تثنه عن التعليم، ويقول: "بدأت أتابع إخوتي أثناء تعلمهم في البيت، وتعلمت من خلال ذلك القدرة على القراءة والكتابة، ثم بدأت أنفق مصروفي على القراءة وشراء الجرائد وبعض الكتب الدراسية، مثل كتب الجغرافيا والتاريخ وبعض القصص الخاصة بالأطفال في ذلك الوقت مثل قصص ميكي، والمغامرون الخمسة، ورجل المستحيل، وغيرها من القصص، فضلا عن استعارة المجلات من أحد أصدقائي، فكنت نهما للقراءة قبل حصولي على أي شهادة".
ويوضح الكيلاني "أفسحت لي أختي التي كانت تعمل مُدرسة الفرصة لاستعارة الكتب من مدرستها فانهمكت في قراءة الكتب للعقاد ونجيب محفوظ وغيره، وحاولت محاكاة ما أقره عبر محاولة كتابة روايات أو قصص أو شعر ثم شاركت في المنتدى الثقافي لمدينة الفيوم".
وأردف: "كنت أخجل من ذكر أني لا أحمل أي شهادة، ولم استطع دخول مسابقات في القصة القصيرة بسبب عدم حصولي على شهادات وحصلت على جائزة في مسابقة شاركت فيها باسم اختي وكنت سعيدا جدا بحصولي على جائزتها".