يقول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم ( وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ) .
يعتبرالعدل من القيم الإنسانية التي حث عليها الإسلام وجعل إقامته هدفا لجميع الرسلات السماوية فبالعدل ارسل الله الرسل وأنزل الكتب ، كما قامت الأرض والسماوات بالعدل .
تعتبر العدالة الانتقائية من أسوء أنواع الظلم، قالها الفيلسوف أفلاطون قديما، و نعيشها اليوم واقعا في بلدنا على ضوء ما بات يعرف ب "التحقيق في فساد العشرية " والذي استهدف الرئيس السابق وبعض أقاربه دون غيرهم و" العشرية " دون غيرها.
لم تكد الوفود العربية والدولية تغادر سماء العاصمة، والتي جاءت لتشارك الشعب الموريتاني فرحته في الانتقال السلمي للسلطة في مشهد لم تعرف القارة الافريقية له مثيلا من قبل ،حتى بدأ الطابور الخامس في التحرك لوأد ما تحقق من مكتسبات سياسية واقتصادية في المهد وذلك تحت شعار" التحقيق في فساد العشرية " مستمدا شرعيته من برلمان كان إلى وقت قريب يطالب بمأمورية ثالثة في خرق سافر للدستور .
إنما تحقق من مكتسبات سياسية واقتصادية في العشرية المنصرمة لم يعد يخفى على أحد ،ففي العشرية تحولت حركة الرياح وحرارة الشمس إلى مصدر نظيف للطاقة الكهربائية المتجددة، وتحولت الحجارة إلى مصدر لا ينضب لتشييد الأرصفة وبناء الموانئ، ومن بركاتها أن أخرجت الأرض ما في باطنها من خيرات، من ذهب وغاز ومعادن نفيسة لا تقدر بثمن.
أما اليوم فإن البلاد تعيش ارتفاعا غير مسبوق في أسعار السلع الأساسية، هذا بالإضافة إلى جائحة كورونا وانهيار كلي لنظامي الصحة والتعليم وانتشار الفساد والذى لم يسلم منه حتى البنك المركزي ، فأين الذين بحت حناجرهم صراخا وتآكلت أحذيتهم مشيا على الأرصفة لكثرة التظاهر إبان العشرية ؟ هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ؟!.
بغض النظر عما سبق، لازلت أثق في قدرة الرئيس الحالي على إحقاق الحق وإقامة العدل حفاظا على ما تحقق في العشرية من مكتسبات; لكن
و في المقابل فإني لا أعول كثيرا على السياسي الموريتاني خصوصا بعدما قلب ظهر الْمِجَنِّ للرئيس السابق بعد أن كان يطالبه بمأمورية ثالثة !.
إن فخامة الرئيس، السيد محمد ولد عبد العزيز بريء من تهم الفساد الموجهة إليه براءة الذئب من دم يوسف، ومن يقف خلفها هم أنفسهم من نهب مقدرات هذا الشعب لعقود متتالية ; كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا