ليس غريباً أن يتباكى موظفي و عمال الادارة العامة للميزانية، بمغادرة مدير عرف عنه الحلم والكرم والتواضع، وكان مثالاً للإداري الكفؤ الذي يعطي كامل طاقته وجهده لمسؤولياته.
ظلّ باب مكتب ولد أكَوهي رغم مكانته الإجتماعية المرموقة وتموقعه السياسي كأحد أبرز أطر ولاية الحوض الشرقي ومقاطعة جكني على وجه الخصوص، مفتوحا امام المراجعين واصحاب الحاجات وحتى عابري السبيل، فلم يعرف عنه أن باب مكتبه أوصد يوماً، أو أنه استقبل أياً كان إلا بابتسامته العريضة وبساطته المعهودة، ولم يرى أي مراجع خرج من مكتبه إلا وهو راضِ لما لقيّه من ترحيب واستعداد مع مرح لا تخطئه العين.
وعندما يتعلق الأمر بالسياسة فإن الجماهير العريضة التي يقودها ولد أكوهي والتي تؤثر بشكل كبير في المعادلة الساسية بجيكَني، تعكسُ المكانة التي يحظى بها في مسقط رأسه، وهو ما يشير إلا أن غيابه عن الوظائف السامية في الدولة يطرح أكثر من استفهام، بل يتجاوز الإستفهام إلى الإستغراب لكونه يجمع بين المكانة والقيادة والكفاءة العالية.
ومع أن إعفاء المدير المساعد السابق للميزانية، ليس إلا استراحة محارب في انتظار شغل منصب أهم، يبقى الإمام ولد أكَوهي في قلوب جميع موظفي المالية ولن ينسوه لما عرفوه عنه من كرم وتسامح و دماثة خلق.