يعد سوق السمك بالعاصمة انواكشوط قبلة للكثير من المواطنين رجالا ونساء وشبابا واجانب من جنسيات مختلفة يوميا يقصدونه من مناطق شتى من العاصمة فجرا ويغادرونه في وقت متاخر وسط زحمة وجلة الباعة والمتسوقين واصحاب المهن الصغيرة المرتبطة بالبحر والسمك...
هنا ينطلق الجميع في رحلة تكون احيانا صعبة ومختلفة عن رحلة الاخرين فمنهم من يبحث عن شراء السمك واعادة تسويقه داخل احياء العاصمة حيث يقطن الفقراء واصحاب الدخل العادي او بحثا عن من يحملون له بضاعته وهناك العشرات مم وجدوا في مهنة تقشير وتنظيف الاسماك مصدر رزق ثابت يوميا اضافة إلى مهنة السماك المعروفة وتجارة الشباك ومعدات الصيد الأخرى
نشاط مستمر ومشوار يومي يقضيه الالاف -ومن ضمنهم سيدات مسنات – مع بزوغ فجر كل يوم، صيفا كان أو شتاء متنقلين بين البحر واحياء العاصمة حيث محلاتهم المتواضعة لبيع السمك لزبناء لايملكون وسيلة للوصول الى الشاطئ ولا مالا كافيا لشراء كميات كبيرة
تودروا وسيلة نقل محببة
يتطلب الوصول الى هذا السوق نسج علاقات مميزة مع الناقلين نظرا لبعده من المدينة ورفض اصحاب سيارات الاجرة الذهاب اليه لا بمبلغ كبير منا يدفع رواد السوق الى اللجوء الى سيارات متهالكة “تودروا” يسخرها ملاكها للتنقل بين السوق واحياء العاصمة باسعار منخفضة جدا مقارنة مع سيارات الاجرة الاخرى اضافة الى كونها تحمل لهم اسماكهم وهو ما لايقبله الباقون نظرا لروائحها ودمائها..
غير ان هذه السيارات تفتقر الى تبسط معايير السلامة الصحية فابالاضافة الى وضعية هياكلها الخارجية تفتقر لوسائل التبريد والحفظ وتم وضع الاسماك في حاويات مكشوفة وتجوب بها السيارات المكشوفة اياضا شوراع العاصمة حيث الزحمة ودخان السيارات..
ورغم ان الحكومة فرضت اجراءات لضمان سلامة المواطن من فيؤوس كورونا واغلقت معظم الاسواق وشلت حركة التنقل البيني الا انها نسيت على مايبدو هذا السوق الذي منه تمر الاسماك الى كل البيوت تاركة الحبل على الغارب لرواده يتزاحمون ويعرضون اسماكهم بطريقة عشوائية ويحملونها الى المواطنين في ظروف تفتقد لابسط المعايير الصحية اما داخل السوق فحدث ولاحرج ..
مشاهد متداخلة تعكس الاهمال الكبير من طرف قطاعي الصيد والتجارة لسوق باتت تشكل قطبا اقتصاديا هاما في مجال التنمية لبعدها الاقتصادي والسسيولوجي في ذهنية المواطنين باعتباره النقطة الاولى التي تصلها الاسماك الطازجة القادمة من البحر مباشرة
وتتحرك في هذا السوق يوميا قرابة 12500 شخص حسب احصائيات قطاع الصيد وهو ما يثير القلق اليوم في ظل خطر كورونا وفي ظل غياب القطاعات المعنية وتخليها عن دورها التحسيسي اما رواد السوق فلا ينتظر منهم لعب هذا دور فعال فالحاجة والحفاظ على مصدر الرزق اولى بالنسبة لهم ولايعيرون اهتماما كثيرا لكورونا
ويبلغ مجموع الأسماك التي وصلت السوق خلال سنة 2017، 9231 طنا و484 كلوغراما، تم الحصول عليها من خلال 28 ألف و 862 رحلة صيد قام بها أسطول الزوارق بالسوق الذي يبلغ 2671 زورقا
.