سوق العيادة المجمّعة أو "سوق كلينيك" كما يسميه الموريتانيون احد اسواق العاصمة انواكشوط الاكثر حركة وزحمة اليه يفد الناس من كل أنحاء البلاد، ومن مقاطعات العاصمة بشكل يومي البعض يبحث عن حاجياته والبعض الاخر يطلب العمل في هذه السوق الفريد من نوعه ..
كل شيئ هنا يباع..الذهب والنعناع والملابس والفواكه والادوية واللحوم وادوات البناء والملابس المستعملة جنبا الى جنب مع العيادة الصحية التي استمد منها السوق تسميته والسحرة الذين يتنافسون مع الأطباء على استقطاب المرضى ومعالجتهم في تناقض صريح جعل من هذه السوق قبلة الجميع ومقصد الباحثين عن لقمة عيش كريمة...
وعلى غير عادتها تبدو سوق "كلينك" هذه الأيام خالية من الباعة والمتسوقين والباحثين عن عمل يومي واغلبهم اجانب بعد ان اقررت الحكومة اغلاق بعض الاسواق ضمن الخطوات الاحترازية لمنع تفشي كورونا
غير ان بعض الباعة والعمال الذين يجنون قوتهم من العمل اليومي قرروا النزول الى السوق بالنسبة إليهم كورونا أكثر رحمة من الفقر والجوع، بالتالي لا يتوانون عن البحث بشكل مستمر عن لقمة عيش ففي حال لم يعملوا يقول معظمهم فإنّ الجوع قد يقتلهم أو يقضي على أفراد من عائلاتهم. من هنا، لا بد من تحدي كورونا والاستمرار في البحث عن قطرة عرق شريفة تمنحهم لقمة عيش كريمة
في مشهد غير مالوف خلى سوق كلينك هذه الايام من المواطنين والذين كانوا يقبلون على شراء مستلزماتهم منه فكل مايطلبونه يتوفر في هذا السوق الذي يجمع كل شيئ في مشهد يؤكد التزام المواطنين باجراءات السلامة من كورونا او بعضهم على الاقل واستشراء الفقر والبطالة بين المواطنين الذين يتحدون الوباء في سبيل الحصول عل لقمة العيش
اما التجار بهذا السوق فيشكون من كساد بضاعتهم في الظرفية الحالية التي تشهد فيها مختلف اسواق العالم كسادا كبيرا وانكماشا غير مسبوق بسبب اجراءات كورونا ويتطلعون الى مستقبل مشرق تعود فيه الحياة الى سابق عهدها ويستعيد سوق كلينك زحمته وصخبه و حياته التي لاتخلو من مفارقات عجيبة ..