باعة يتجولون بين السيارات المتوقفة واخرون يرابطون على ناصية الطريق الذي يريط معظم مدن البلاد بالعاصمة انواكشوط يحملون ماتيسر من البضائع الخفيفة يعرضونها كما اعتادوا على ذالك ولكل واحد منهم دوافعه غير ان الخيط الرابط بينهم جميعا هو البحث عن لقمة العيش
تختصر كلماتهم جميعا حجم معاناتهم في سبيل الحصول على لقمة العيش من على رصيف الفقر ..كلمات تحمل معها واقعاً مؤلما لفئة بقيت تصارع من اجل توفير مايسد رمقها بعد اغلاق كل محطات النقل التي كانت مصدر رزقهم حيث تستقطب الركاب ومستقبليهم ويجدون هم فرصة لبيع بضاعتهم
تقول إحدى بائعات النعناع إنها سلمت نفسها مجبرة لقسوة الحياة ومشقة البحث عن دخل يومي تسد حاجتها، وتكفيها مذلة السؤال بعد وفاة زوجها مؤخرا
تخرج من كوخها باحد احياء توجنين كل صباح، وهي تحمل جراحها وآهاتها بحثاً عن "أي شيء يشعرها أنها باقية على قيد الحياة، وأنها ماضية تنتظر لحظة التغيير في بلدها وان تصل المساعدات الحكومية لمن هم احق بها
قصة بائعة النعناع هي قصة بائع الرصيد هنا في هذا السوق وقصة ماسح الاخذية والخياط و بائع السجائر والخبز ....جميعهم يكابدون قسوة الحياة وقضت اجراءات الحكومة على مصادر رزقهم رغم قناعتهم بانها اجرااءت مهمة لسلامتهم اولا غير ان الاهم بالنسية لهم هو مايسدون به رمقهم وكوورنا اخر شيئ يفكرون فيه
لم يعد سوق " الوقفة" صاخبا ومزدحما بالمسافرين والعائدين لقد توقف كباقي الاسواق وباتت الحركة به شبه منعدمة الا في ساعات الصباح الاولى حيث تتحرك سيارات النقل بالعاصمة ويخرج بعض سكان الاحياء المجاورة له الى الاسواق بحثا عن حاجياتهم وهو ما جعل صغار الباعة يواجهون مشاكلة جمة وصعوبة في تحصيل مايعيلون به اسرهم ..