في بعض بلدان العالم حين يتسلم الموظف رسالة تقاعده يفرح كثيرا وتغمره سعادة لاتوصف ويستقبله الناس بالفرح فهي بمثابة بداية عمره الحقيقي بعد ان امضى سنوات طويلة في العمل وخدمة بلده وامته
الرسالة بمثابة ضوء اخضر لتسريحه ومنحه راحة مفتوحة ومعوضة حيث يحظى برعاية صحية وتامينية، كبيرة ومبلغا محترما مقابل تقاعده وراتب يغطي كل حاجياته واسرته مدى الحياة لينطلق في رحلة جديدة من الاستجمام والتنزه
أما في اموريتانيا فحين يستلم الموظف رسالة التقاعد و احيانا كثيرة يتهرب منها ما أستطاع فإنها تكون فإنه يصاب بصدمة كبيرة فقد اصبح خارج نطاق الحياة الفاعلة عاطلا عن العمل لا احد يسال عنه حتى الجهة التي افنى عمره في خدمتها قد تغلق كل الالواب في وجه .
يعاني المتقاعدون في موريتانيا وخاصة (العسكريون ومن قوات الامن ) اوضاعا معيشية صعبة بسبب تدني الرواتب التقاعدية التي يستلمونها كل شلاثة أشهر و أحيانا تمتد الى اكثر ، قياسا بالالتزامات المالية الشهرية المترتبة بذمتهم ومنها تلبية الاحتياجات المنزلية للعائلة والايجار الذي في ارتفاع مستمر ودفع فواتير الماء والكهرباء ومستلزمات الدراسة لابنائهم الطلبة وغيرها من الامور العديدة.
والى جانب الامور المالية لا يوجد دعم معنوي للمتقاعد اذ لاتوفر له وسائل العيش الكريم في ظل تدني الرواتب التقاعدية، حتى الرعاية الصحية لاتتوفر لهم خاصة ان ,نسبة كبيرة منهم يعانون أمراض السكري وهشاشة العظام والضغط بسبب سنوات عمرهم التي افنوا في خدمة وطنهم ولايجدون متسعا من الوقت للعلاج او الراحة النفسية
ويخضع الراتب التقاعدي في موريتانيا لمجموعة من المعايير فبالنسبة لعمال الوظيقة العمومية يتكون من الراتب القاعدي الشهري للموظف يتم صرفه كل ثلاث أشهر.
أما وكلاء الدولة والعقدويين فتخضع رواتبهم التقاعدية لحسابات مختلفة حسب طبيعة الأعمال التي كانوا يمارسونها والمؤسسات المشغلة لهم ، وعادة ما يقارب الراتب الشهري الأصلي للعامل خلال الخمس سنوات الأخيرة من العمل يصرف كل ثلاث أشهر عن طريق صندوق الضامن الاجتماعي.
ويحاول بعض المتقاعدين اليوم شد انتباه الحكومة الي واقعهم الصعب فهم فقراء بعد ان منحوا اعمارهم للدولة مقابل رواتب متواضعة ثم ازدادت تواضعا بعد التقاعد وكانهم اغترفوا جرما جعلهم يدفعون ثمن سنوات خدمتهم
يعلق بعضهم اليوم امالا كبيرة على النظام الجديد عساه ينشتلهم من الواقع المرير ويعيد لهم بعض الاعتبار من خلال اشراكهم في الزيادات التي يستفيد منها الموظفون وتوفير تامين صحي لايق لهم ولعوائلهم
اما في الوقت الراهن الذي توثفت فيه كل الانشطة التي كان بعضهم يمارس فهم في امس الحاجة الى منحهم مساعدات تعينهم على تدبير شؤونهم بعد ان وجد معظهم نفسه في عزلة لاعمل له
فمن غير المنصف يقول بعضهم ان تعيش ان تمضي ا كثر من ثلاثة عقود متصلة وانت مانحا وقتك وطاقتك لوطنك وفجأة يتغير دولاب الحياة وتصبح لا دخل لك ولا فرص عمل مناسبة ولاحتى عناية كتقدير لجهدك وسنوات عطائك
فمتى سيحظى المتقاعد في وطنه بعناية وراتب مريح ينسيه سنوات العطاء والخدمة ويمكنه من تدبير شؤون بيته مرتاح البال ؟