اسواق العاصمة تتحدى كورونا ...زحمة وصخب وتقارب رغم خطورة الوضع (تقرير)

28. مارس 2020 - 13:04

كلما أشرقت شمس الصباح تحمل زينب السيدة الخمسينية همومها وتتوجه صوب الشاطئ بحثا عن من يريد تنظيف مشترياته من الاسماك تجلس بالقرب من باعة السمك تعرض خدماتها على كل من اقترب من الباعة عساها تخطف زبونا يسديها مبلغا متواضعا يعينها في معركة الكسب الحلال
تتقن زينب عملها بإخلاص، وهي محبوبة لدى كل الزبائن الذين يعاملونها مثل احب الباعة الذين يعرفونها عن قرب، أحيانا يسرقها الزمن وتنام جالسة يقول عالي ممازحا زينب
زينب تحلم بمستقبل زاهر لأبنائها، هي مثلها مثل نساء البلاد اللاتي ظللن يكابدن المشاق ويتحدين الصعاب وقد استبشرن خيرا بالاجراءات التي اعلن عنها الرئيس قبل ايام وما سمعن من تبرعات كبيرة يوم امس غير ان زميلات لها يخالفنها الراي ويؤكدن ان الدولة لا ينتظر منها مساعدات فتلك الاموال تقول (م ت) ستذهب الى اسر غير معنية لكنها تملك وساطة و وزنا...

مثل زينب تكابد مسنات اخريات ظروف الحياة الصعبة يطرقن كل ألابواب بحثا عن مصدر رزق لتربية ابنائهن
خمسة وستون عاما مضت من العمر ولم يقفد جبريل نشاطه وقدرته على مزاولة الأعمال بحيويه، فهو من الذين لا يرغبوا في الراحة ويشغلون انفسهم بأي عمل، واختار أن يعمل موصلا للبضائع بسوق الرزق بنواكشوط وصارت بينه علاقة قوية مع بعض التجار يوصل لهم بضاعة زبنائهم في احياء العاصمة على عربته لتوفير لقمة عيش عائلته غير ان ظروف البلاد والاجراءات الاحترازية فرضت عليه مغادرة السوق قبل الرابعة نظرا لانه يسكن بعيدا وبات دخله محدودا جدا
هؤلاء من الكادحين بحثا عن لقمة العيش وغيرهم وجدوا انفسهم شبه عاطلين عن العمل ولامصدر رزق لهم ويقولون إنهم اولى بالمعونات
خلال تواجد مراسلنا باسواق السمك والمواد الغذائية استطلع اراء عدد من الباعة الصغار والعاملين في تلك الاسواق حول تطلعاتهم وامالهم المعلقة على الصندوق الذي اعلنت الدولة لمساعدتهم في هذه الظروف فكانت الاراء متباينة تباين همومهم ومصادر رزقهم
يعلق البعض آمالا كبيرة على قرارات الحكومة التي اعلنت عنها في خطاب الرئيس الاخير غير ان التجارب السابقة في الطينطان وسيلبابي يقول ممدو بائع النعنان اثبتت ان الحكومة تطلق الوعود لاثلاج الصدور لكن تحقيقها يعد من المستحيلات السبع
راي ممدو هو راي الغالبية ممن لايثقون في وعود الانظمة ويعتبرونها مجرد خطابات سياسية
بينما يتفائل البعض بتلك القرارت ويقول انها قد تكون صادقة الان نظرا لما يتطلبه خطورة الوضع وحاجة الناس الضعيفة الى المساعدات بعد ان تم اغلاق مصادر رزقها او الحد منها
وبين هذا وذاك تبقى ثقة المواطن البسيط ضعيفة في وعود الحكومة نظرا لماضي الانظمة السابقة في هذا المجال فهل ستكسر حكومة تعهداتي هذه القاعدة وتكون على مستوى الحدث الى جانب المواطن خاصة الطبقات الهشة التي تعيش على ماتنتزعه بصعوبة من ميادين الحياة ام ان فيروس الفساد سيقوم بضرب تلك الوعود والسياسات في مقتل تماما كما يفتك كورونا بارواح البشرية حول العالم الان؟

تابعونا