كانت صدمة الموريتانيين قوية حين اعلنت وزارة الصحة الاشتباه في إصابة مواطن استرالي بفيروس كوورنا ثم اكدت بعد ذالك ان نتائج الفحص المخبري أظهرت انه يحمل الفيروس الذي أربك العالم أجمع، لتخيم حالة من الصدمة على سكان العاصمة المنشغلين في البحث عن لقمة العيش ومتابعة عمل حكومة يعلقون عليها امالا كبيرة في انتشالهم من الواقع الصعب
امتد الخوف الى مختلف مناطق البلاد وساهم من يطلقون على انفسهم "مدونون" في زرع الخوف والهلع بين الناس عبر اخبار في الغالب لاتعدو كونها شائعات...
ولكن الأمر لم ينته عند هذا الحد، فالمواطن الاسترالي المصاب او المواطن الخارجي كما ورد في بيان وزارة الصحة قبل حجره في كان قد خالط عشرات الآخرين وهو ما اربك الجهات الرسمية وأعلنت عن اجراءات وزارية وإغلاق المجال الجوي والبري
بدت شوارع العاصمة منذ تلك اللحظة شبه خالية من الحركة وبدت حالة القلق والإرباك جلية ليس في الادارات والمصالح الحكومية و في سائر أرجاء البلاد ، فالحياة الاجتماعية هنا تعني الاحتكاك الدائم بين المواطنين ومبادلات الزيارات العائلية الكبيرة كالأفراح والأتراح.
ظهور أول حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد كان سببا في تغيرات واضحة في مسار الحياة اليومية، ، وبدا مختلفا تماما عما كان عليه سابقا، في ظل الإجراءات الوقائية التي اتخذتها السلطات الموريتانية ، للحد من انتشار الفيروس.
مشاهد غير اعتيادية، يحاول سكان العاصمة تحدديا التعايش معها منذ الكشف عن أول حالة اصابة بفيروس كورونا قبل ايام ، أملا في أن تمرّ هذه السحابة الصحية العالمية، بأقل الخسائر المتوقعة في مجتمع مفتوح يكره النظام والتقيد بتعليمات السلطة بل يميل كثيرا الى الهروب منها باعتباره تعيق تصرفاته وتحد من حرياته
وكما يقال مصائب قوم عند قوم فوائد فمع تأكيد ظهور حالة اصابة بالفيروس واعلان الدولة اجراءات جديدة ارتفعت أسعار الكمامات الواقية إلى أكثر من ضعفي السعر الأساسي، بشكل فوري، ما دفع وزارة التجارة إلى التدخل سريعا وإصدار قرار بمنع المضاربات واغتنام الفرصة ، إضافة إلى شن حملات تفتيشية على الصيدليات والأسواق وإغلاق العشرات من الصيدليات المخالفة.
ولم تستطع كل هذه الإجراءات الوقوف في وجه المضاربات والانتهازية فما تزال بعض الصيدليات تضرب المواطن وكذالك المجمعات التجارية التي ضاعفت اسعار المعقمات نظرا لحاجة الناس اليها مع كل يوم جديد
الحياة تسير في مسار التحول رغم طبيعة المجتمع الموريتاني فسرعة انتشار كورونا وخطرها البالغ على الحياة فرضا تغيير نمط حياة الموريتاني الذي اعتاد العناق وتبادل اواني الشرب وبقايا السجائر واشياذ كثيرة
الشوارع والمواقع الحيوية اصبح البعض يهجرها تماما كما يهجر الاسواق والمقاهي وسيارات الاجرة وحتى مكان عمله غير ان السؤال المطروح هل سيواصل الموريتاني اتباع هذه الاجراءات ام انه مع اعلان شفاء المصاب الوحيد ستعود الحياة الى سابق عهدها ؟