هل كانت حرب عزيز على الفساد مجرد شعار ؟ ام ان السحر انقلب عليه؟

7. فبراير 2020 - 12:18

خلا حكم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز ظل شعار مكافحة الفساد العنوان الابرز لتلك المرحلة فلا يترك الرئيس فرصة الا وجدد مواصلته الحرب على الفساد والمفسدين بل ذهب الى ابعد من ذالك وسجن عشرات المسؤولين من مديري شركات ومسيري مؤسسات وموظفين كبار في خزينة الدولة
وفي خضم تلك الحرب التي استبشر بها الموريتانيون جميعا تم تفعيل دور محكمة الحسابات وباتت وسيلة بيده و وزيره الاول خلال الاعوام الاخيرة لتصفية بعض الشخصيات ومعاقبة من لم يطع اوامر واجندة وزيره الاول الذي كان اول من تنكر له في الاسابيع الماضية في اطار معركة المرجعية المثيرة

ويقال إنه مهما بدت قوة السحر جبارة ومهيمنة ودائمة، إلا أنه في الختام "لا يصح إلا الصحيح". هكذا، قد يدرك الزعيم يوما من الأيام أنه كان مخدوعا بنصائح سيئة من مغرض كان يفترض به أن يكون ناصحا لما فيه خيره وخير مملكته، سواء ارتدى ثوب الكاهن أو ثوب الحكيم أو ثوب المستشار المخلص
اليوم ينقلب السحر على الرئيس السابق ويتحرك من كانوا يصفقون لخطاباته دون ان يتاملوا معانيها ورسائلها لمحاسبته ونبش ملفات حساسة في خضم حرب قوية بينه ورفقيه الذي صنفه مؤخرا بانه اكبر عدو له اليوم
تتحرك اللجنة البرلمانية بخطوات متسارعة لترتيب الاولويات رغم الخلافات التي ماتزال تعيق عملها (نسب تمثيل الاحزاب السياسة فيها) ويواصل الرئيس اختفائه عن الانظار بعد ان دخل على الخط بقوة وعقد مؤتمرا صحفيا في منزله وفتح ابوابه امام الصحفين والمدونين لالتقاط صور معه لتتضارب الانباء حول فرضية وضعه تحت اقامة جبرية
والسؤال المطروح اليوم هل سيتم فعلا تقديم الرئيس السابق للعدالة ومحاسبته على مرحلة حكمه ؟ وهل يملك حقا الرئيس ملفات حساسة كضغط على النظام في حال حاول زعزعته وتقديمه للعدالة؟