موريتانيا : صراع المرجعية يزيد من تعقيد المشهد السياسي الغائم !

22. نوفمبر 2019 - 11:14

منعطف حاد ومشهد سياسي معقد بفعل الهزات القوية التي تضرب الحزب الحاكم واستمرار غيبوبة المعارضة التي خرج قادتها من القصر الرئاسي واخدا تلو الاخر وقد اخذ التخدير مفعول في اجسامهم قبل ان يصلوا الى قواعدهم وربما تواصل وحده من استطاع الافلات من تخدير سكان القصر الرمادي
وعلى عكس ما كان منتظراً، لم تمثل عودة الرئيس السابق ولد عبد العزيز واجتماعه بقيادات الحزب ولجنة تسييره ، نهاية لتعقيدات مسار سياسي متأزم منذ اعلان ولد عزيز عدم الترشح لمأمورية جديدة وترشيحه لرفيق دربه مما شكل ضربة قوية للحزب وانقساما كبيرا في صفوفه بين داعم لخياراته ومعارض لترشيح شخصية من خارج الحزب.
وبعد شد وحذب اقتنع الجميع بترشيح غزواني الذي يكن هو. نفسه مقتنعا بذالك وانتهت الامو بانتخابه رئيسا للبلاد وتسلم السلطة من سلفه الذي حزم حقائبه وغادر في صمت تاركا باب الخلافات مفتوحا لتظل تتفاعل وتتسع دائرتها يوما بعد الاخر
حاولت لجنة تسيير الحزب النهوض مجددا وتوحيد كلمتها غير ان تلك المحاولات تحولت الى صراعات على مرجعية الحزب الجديدة وعلى نظامه وشعاراته بعبارات اخرى على من هو الرئيس الفعلي عزيز ام غزواني ؟
صراع المرجعية اخذ مسارات خطيرة دعت الرئيس السابق الى التدخل في ظل صمت غريب لرفيقه الذي يشاهد الاحداث عن قرب وكانه يحاول جس نبض الفريقين لمعرفة هل يات حقا هو السيد ام انه رفيقه مايزال ممسكا بزمام الامور ؟
وعلى شاكلة الرئيس الحالي ظل سلفه يسير على نفس النهج مراقبا عن بعد للاحداث قبل ان يقرر التدخل حتى لا تتطور الامور الى الاسفل او ينثني انصاره ويستجيبون لمطالب خصوصهم وبالتالي يصبح في خبر كان ..تدخل اشعل النار وعمق الخلافات الداخلية
المتمردون غير راضين اطلاقا بوقوف الرئيس السابق الى جانب خصومهم في مقابل صمت رئيسهم

والشارع العام متلهف لمعرفة موقفه من الاحداث والصراعات التي تدور كلها حوله وحتى زميله ورفق دربه ربما يرغب في معرفة ردة فعله وهل حقا كما قيل له إنه يخطط لخيانته ؟
العارفون بخفايا غزواني يعلمون جيدا انه ينظر الى امور بحكمة ويكره الاضواء والكلام ويعلمون جيدا ان علاقته بغزواني ضاربة في تاريخ البلد السياسي ولايمكن في اي حال من الاحوال ان يقف في مواجهته وهو الموقف نفسه الذي اعلن عنه ولد عبد العزيز
الواقع ان الخلاف بين الرجلين ولو سلمنا جدلا انه قائم فلن يخرج للعلن بل سيظل ضمنيا وداخليا وستظل الصراعات قائمة بين الفريقين وبذالك يظل الحزب الحاكم مهيمنا على المشهد وتواصل المعارضة نومها وينشغل المواطن عن انحازات كبيرة كان ينتظرها

تابعونا