الكورونا التحدى العالمى ..!

2. أبريل 2020 - 18:50

يواجه العالم وباء تطور فى آسيا خلال العقود الماضية حتى وصل إلى صيغة covid19 الذي ظهر فى مدينة ووهان الصينية أواخر 2019 وواجهته الصين منفردة حتى ظن البعض أنه سلاح بيولوجي لضرب الاقتصاد الصينى فبقى العالم يتفرج على المعاناة الصينية دون أى قلق ٠إلا أن مبارات فلنسيا ضد أتلانتا برغامو فى إيطاليا 24فبراير2020التى حضرها50.000مشجع أطلقت شرارة المرض فى إيطاليا وإسبانيا وبعدهما أوروبا وإفريقيا ٠فاغلقت أمريكا حدودها عن حلفائها الأوروبيين ٠ولكن دون جدوى ٠ففى نهاية مارس اكتشفت فى الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 200.000إصابة و أزيد من 1000قتيل يوميا وبدأت بعض أهم المدن الأمريكية تنهار على غرار انيويورك٠وحتى حاملة الطائرات روزفلت التى تهيمن فى المحيط الهادئ وعلى متنها 4000من المارينز تطلب النجدة بسبب الفيروس ٠ وأثناء تداعى أقوى الأنظمة الصحية فى العالم أمام كورونا.اعلن فى موريتانيا عن 5خمسة وسادسهم وفاة مصابون بكرونا قادمون من أوروبا ٠باستثناء زوجة تحولت افراحها لكابوس ٠( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه)٠ فطبقت السلطات معظم الإجراءات الوقائية التى تعتمدها منظمة الصحة العالمية ٠وأظهر الرئيس وحكومته أنهم يستوعبون الحدث فكان وزير الصحة نجما فى أدائه بشهادة وسائل إعلام أجنبية وهو ما يدعم نظرية الإنسان المناسب في المكان المناسب ٠ولان الوباء هو أسرع الأوبئة انتشارا فى تاريخ البشرية٠ وقد فاق كل التوقعات ٠يتعين على بلادنا أن تضع فى الحسبان كل الاعتبارات التالية ٠ ٠1إن خبراء الصحة يتوقعون أن تكون ذروة الإصابة فى معظم البلدان العربية هى نهاية إبريل٠ ومصاب واحد يمكن أن ينقل العدوى لمنطقة بأكملها كما أن الأطباء لم يعرفوا حتى الآن هل الشفاء من المرض يعطى مناعة دائمة كبعض الأمراض الفيروسية أم أنه مثل فيروس الضنك تمر المناعة منه بعدة إصابات قد تكون قاتلة أحيانا ٠ ٠2 إذا أستمر إنتشار الفيروس فى العالم بنفس الوتيرة فإن معظم الدول العظمى ستنهار ٠وتتقلص وسائل الإنتاج العالمية ما يسبب نقص حاد فى البضائع بما فى ذلك الغذاء والدواء وترتفع الأسعار ٠كما حدث فى الحرب العالمية الثانية أما العالم فكان يخشى حرب عالمية ثالثة نووية فجاءت جرثومية ٠ولمواجهة ذلك يجب دعم الإنتاج المحلى الصناعى والزراعى بصفة استعجالية وكذلك الصيد والتنمية الحيوانية ٠ويجب تشكيل خلية أزمة دائمة لأن ووهان الصينية تخشى عودة الوباء وظهرت فيها حالة جديدة اليوم ٠ 3•إن الأموال التى خصصتها الدولة لمواجهة الأزمة يجب تسييرها بشفافية تامة وباساليب جديدة فهى للكارثة لا للتلاعب ويجب أن تخضع للرقابة والتفتيش الصارمين باشراك المجتمع المدني من أحزاب ومنظمات غير حكومية وهو ما لايروق عادة لبعص المسؤولين لحاجة فى نفس يعقوب ٠كما يجب التخطيط لميزانية 2021 ٠من هذه اللحظة فالمرحلة تحتاج بعد النظر والصرامة والتضحية لاجل الوطن ٠ 4•يتعين على السلطات أن تبدأ إستراتيجية لتكوين المواطنين على استئناف نشاطهم رغم تفشى الوباء فى العالم ما يتطلب أفكارا جديدة لدى المواطن تتناسب مع المرحلة وخطورتها كانتاج البذلات الوقائية والكمامات والقفازات محليا والتعود على إستخدامها وتطوير السلوك العام من نظافة وتغذيه وتعامل٠ خاصة مع الغرباء والقادمين من الخارج ٠فالملاحظ أن الشعب الموريتانى لم يبذل أى مجهود خاص لمواجهة الخطر باستثناء ما تشرف عليه السلطات ٠ أما الدول العربية فتاسست فيها جمعيات لانتاج التجهيزات الصحية ومساعدة المنكوبين ٠ ٠5 إن السنة الدراسية مر منها فصلان وليس هناك سبب لسنة بيضاء بما لها من تداعيات كارثية اقتصاديا واجتماعيا ٠فنظرا لأن الفصل الدراسى المتبقي ترتفع فيه درجات الحرارة والشباب أقل المجتمع تضررا من الفيروس٠يمكن وضع خطة لاستئناف الدروس فى الشهر الخامس والسادس من الساعة 12حتى الساعة17مساء وخصوصا أقسام الشهادات ٠ وفى الختام فاننى متفائل لبلادنا وأتوقع أن تكون من أقل البلدان تعرضا للكرونا إن شاء الله ٠وذلك لعدة أسباب أهمها :أن الفيروس فى درجة حرارة 36 يعيش فقط عدة دقائق وأن الأمراض الفيروسية التى تقتل من الأوروبيين أكثر مما يقتل covid19 كالملاريا والضنك والحصباء تظهر فى بلادنا و نتكيف معها بوسائل متواضعة٠
الأستاذ : لمرابط همى٠